اسس مجتمع "البيظان"
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اسس مجتمع "البيظان"
لايكاد المتفحص لثقافةوسلوكيات المجتمع "البيظان"يدرك حقيقة الابعاد الأصولية لهذا المجتمع ومدى علاقته بالمحيطات من حوله،ذلك أن هذا المجتمع-رغم كثافته-فانه يتوحدبمجموعة عوامل ثقافية تميزه عن غيره من المجتمعات الأخرى، وبالرغم -كذلك- من اختلاف أماكن تواجد هذا المجتمع "موريتانيا، الجزائر، مالي وحتى في النيجر.. إلخ" فإنه ظل متمسكا -عبر الزمن وتغيرات الأحداث- بتلك العوامل الثقافية الموحدة له والتي منها:
1- الدين الإسلامي: عرفت كافة المجتمعات عربية وغير العربية الموجودة على الحوزة الترابية لما يعرف بالعالم الإسلامي، أنواعا من التعدديات الدينية من مسيحية ويهودية وصابئة وغيرها، إلا أن مجتمع "البيظان" ظل متمسكا بدينه –منذ فجر وصول المد الإسلامي إليه- حيث أنه اعتنق هذا الدين متمسكا به غير خارج عنه ولا مستبدلا له، فالبيظاني مسلم بفطرته وطبيعته مطبقا كان أو غير مطبق للدين، وهو الشيء الذي لم يوحد غيره من المجتمعات الأخرى في العالمين العربي والإسلامي.
ولعل مجتمع "البيظان" هو المجتمع الوحيد الذي أخذ الإسلام بطبيعته الصحيحة السمحة، حيث أنه تمسك بجميع تعاليمه من واجبات ومحرمات دون مغالاة ولا تفريط، الشيء الذي أبعده عن جميع المظاهر السلبية الناتجة عن التفريط كالمجاهرة بشرب الخمر والزنا وغير ذلك مما هو موجود في العالمين العربي والإسلامي، الشيئ الذي حد في هذا المجتمع من ظهور أوبئة وأمراض فتاكة كالأيدز والمخدرات وغيرها، كما أنه لم يذهب به اعتناقه إلى درجة الغلو التي ولدت ظاهرة الإرهاب الشنيعة والمفزعة،
فمجتمع البيظان عموما مجتمع إسلامي معتدل غير متقوقع ولا متطرف الشيء الذي ميزه عن غيره من المجتمعات المماثلة له.
2- اللغة: يلهج مجتمع البيظان اللهجة الحسانية ذات الأصول اللغوية العربية القحة، حيث أن جميع مفردات هذه اللهجة تعود إلى تركيبات لغوية عربية فصيحة، بغض النظر عن كلمات قليلة درجت في اللهجة جراء الاحتكاك بالقبائل البربرية، الشيء الذي جعل أحد الشعراء يستدل بعروبة هذا المجتمع من خلال لغته ذات البعد العربي الواضح حيث يقول متحدثا باسم إحدى قبائل هذا المجتمع:
إنا بنو حسن دلت فصاحتنا أنا إلى العرب العرباء ننتسب *** إن لم تقـم بيــنات أننا عرب ففي اللسـان بيان أننــا عــرب
فهو يستنتج ذلك بعد أن عجز عن استنتاجه من خلال تدوين يوثق به للأنساب الحقيقة لهذا المجتمع حيث يقول قبل البيتين السابقين:
والحق أن الورى في القطب أجمعه أنسابهم هبت إذ أهلها ذهبوا
فالمتتبع لمفردات اللهجة الحسانية يدرك مدى ترابطها فيما بينها كمنظومة لغوية غير مكتوبة، وكذا ارتباطها بأصولها العربية القحة فلم تكن كلمات مثل "ولد ومنت وجد وخال وعم" للاستدلال على العلاقات الفردية داخل الأسرة، وكذا مسميات جسم الإنسان، "راص وعين وفم واجناح وأصبع گدم.." حيث أنها لم تكن إلا تعبيرا عن نفس المدلولات في اللغة العربية الفصحى "رأس، عين، فم، جناح، إصبع وقدم.." وكذا افعال مثل "أوتجع، واتكلم واگبظ وامش.." فهي ليست سوى "توجع، وتكلم وقبض ومشى.."
وهى اللهجة التي طبعت غالبية مجتمع البيظان في شتى مناظق تواجدهم.
3- الأدب والفن: وإذا كان الدين واللغة قد كونا عاملي توحيد لهذا المجتمع، فإن الأدب الفن الحسانيين قد شكلا بدورهما رافدا ثقافيا توحيديا له، فقد شكلت الطلعة والكاف عمادا حقيقيا لأدب هذا المجتمع كما شكلت آلتي الآردين والتيدنيت عمادا لفنه الموسيقي الشيء الذي خلق تراثا ثقافيا ونهجا أدبيا وفنيا درجت عليه كافة الأعمال الأدبية والموسيقية لدى مختلف الأدباء والفنانين في هذا المجمع في ماضيه وحاضره.
كما أدى ذلك إلى وجود رموز تاريخية "أدبية كانت أو موسيقية" موحدة لهذا المجتمع،
ولهذا فإنه لا غرابة أن تتردد إعمال أدبية لولد بيروك -وهو من أعلام الأدب في أقصى شمال المنطقة الصحراوية- فلا غرابة أن تتردد على مسامعك "كيفان أو أطلع" من أعماله في أقصى الجنوب الموريتاني، أو أن تطالعك أعمال أدبية في أزواد لمحمد ولد أحمد يوره، أو أن تسمع نحية موسيقية أو شور لولد النان الكبير وأنت تربع في داخل إحدى ولايات المخيم الصحراوي بتيندوف.
فهي ثقافة مجتمع واحد وموسيقى واحدة لهذا المجتمع.
4- أما الجوانب الأخرى من السلوكيات الثقافية والعادات فلا تكاد تميز بين أي بيظاني وآخر في أي نقطة من أماكن التواجد، فحيث ما يوجد عنصر من هذا المجتمع فسيطالعك لباس موحد تمثله دراعة الرجل وملحفة المرأة، ذلك الري الذي يميز هذا المجتمع ويجعله مخالفا لأي مجتمع آخر، فإذا كان أغلب العالم قد تخلى عن تراثه التقليدي المتمثل في اللباس والعادات والتقاليد فإن مجتمع البيظان ظل محافظا على ثلاثة مكونات أساسية شكلت فخرا واعتزازا لهذا المجتمع، تمثلت في:
– نوعية الملابس: تأخذ الدراعة شكلا مخالفا لجميع الأزياء لدى مختلف المجتمعات، فهي بشكلها الفضفاض تمثل بعدا استرخائيا، يتأقلم مع جميع الأزمنة باختلاف حالة الطقس والمناخ، فهي لحاف يقي من برد الشتاء، وظل ضد لفح حرارة فصل الصيف.
ونفس الشيء مع الملحفة التي لها لنفس الخصائص.
- التقليد الغذائي: تتعدد نوعيات الوجبات وطرق تحضيرها لدى كافة المجتمعات، الشيء الذي يتماثل فيه هذا المجتمع مع غيره من المجتمعات الأخرى إلا أن وجبات معينة تظل خاصة بكل مجتمع تميزه عن غيره من المجتمعات، ويتمثل ذلك في وجبتين رئيسيتين تمثلان العمود الفقري للتقليد الغذائي لدى مجتمع البيظان، هما وجبتي الأرز والكسكس الممزوجتين باللحم، حيث يتم تحضيرهما بطريقة تقليدية معروفة.
كما يرافقهما في التقليد الشرابي مادة "ازريك" ذات الشكل الإمتزاجي بين الماء واللبن.
- الشاي لدى مجتمع البيظان: يجمع العالم على تناول مادة الشاي كضرورة تمد الإنسان بالطاقة ولها أبعاد نفسية وصحية لا متناهية، كما يتفق العالم على طريقة متقاربة لتحضير هذا المشروب الممتع، ووحده مجتمع البيظان يملك طقوسا وآليات مختلفة لهذا المشروب تميز طريقة تحضيره لدى هذا المجتمع عن طرق تحضيره لدى جميع الأمم فكمية "الكيسان" وطريقة استحداث "الرغوة" ونوعية الآليات والمقادير المحددة لمكونات المشروب من "شاي صيني" و"سكر" و"نعناع" تمثل بعدا خاصا لدى المتناولين لهذا المشروب،
أما من حيث التقاليد الاجتماعية فإن لمجتمع البيظان عادات وتقاليد، تختلف باختلاف المناسبات، فللزواج طقوسه الخاصة، كما للأعياد والمناسبات وغيرها مما يميز كل نوع منها عن غيره وهي عادات ميزت هذا المجتمع عن غيره من المجتمعات فضلا عن عادة إكرام الضيف التي أصبحت غائبة لدى الكثير من المجتمعات بسبب عوامل الحضارة والتحول الأخلاقي الناتج عن طبيعة المرحلة،
فقد بقي هذا المجتمع متمسكا بتلك الظاهرة فخورا بها، وهي الظاهرة التي تمثلها الخيمة العربية المفتوحة أمام الضيوف والزائرين.
مع تحياتي اختكم صحراوية عروسية واعتز
1- الدين الإسلامي: عرفت كافة المجتمعات عربية وغير العربية الموجودة على الحوزة الترابية لما يعرف بالعالم الإسلامي، أنواعا من التعدديات الدينية من مسيحية ويهودية وصابئة وغيرها، إلا أن مجتمع "البيظان" ظل متمسكا بدينه –منذ فجر وصول المد الإسلامي إليه- حيث أنه اعتنق هذا الدين متمسكا به غير خارج عنه ولا مستبدلا له، فالبيظاني مسلم بفطرته وطبيعته مطبقا كان أو غير مطبق للدين، وهو الشيء الذي لم يوحد غيره من المجتمعات الأخرى في العالمين العربي والإسلامي.
ولعل مجتمع "البيظان" هو المجتمع الوحيد الذي أخذ الإسلام بطبيعته الصحيحة السمحة، حيث أنه تمسك بجميع تعاليمه من واجبات ومحرمات دون مغالاة ولا تفريط، الشيء الذي أبعده عن جميع المظاهر السلبية الناتجة عن التفريط كالمجاهرة بشرب الخمر والزنا وغير ذلك مما هو موجود في العالمين العربي والإسلامي، الشيئ الذي حد في هذا المجتمع من ظهور أوبئة وأمراض فتاكة كالأيدز والمخدرات وغيرها، كما أنه لم يذهب به اعتناقه إلى درجة الغلو التي ولدت ظاهرة الإرهاب الشنيعة والمفزعة،
فمجتمع البيظان عموما مجتمع إسلامي معتدل غير متقوقع ولا متطرف الشيء الذي ميزه عن غيره من المجتمعات المماثلة له.
2- اللغة: يلهج مجتمع البيظان اللهجة الحسانية ذات الأصول اللغوية العربية القحة، حيث أن جميع مفردات هذه اللهجة تعود إلى تركيبات لغوية عربية فصيحة، بغض النظر عن كلمات قليلة درجت في اللهجة جراء الاحتكاك بالقبائل البربرية، الشيء الذي جعل أحد الشعراء يستدل بعروبة هذا المجتمع من خلال لغته ذات البعد العربي الواضح حيث يقول متحدثا باسم إحدى قبائل هذا المجتمع:
إنا بنو حسن دلت فصاحتنا أنا إلى العرب العرباء ننتسب *** إن لم تقـم بيــنات أننا عرب ففي اللسـان بيان أننــا عــرب
فهو يستنتج ذلك بعد أن عجز عن استنتاجه من خلال تدوين يوثق به للأنساب الحقيقة لهذا المجتمع حيث يقول قبل البيتين السابقين:
والحق أن الورى في القطب أجمعه أنسابهم هبت إذ أهلها ذهبوا
فالمتتبع لمفردات اللهجة الحسانية يدرك مدى ترابطها فيما بينها كمنظومة لغوية غير مكتوبة، وكذا ارتباطها بأصولها العربية القحة فلم تكن كلمات مثل "ولد ومنت وجد وخال وعم" للاستدلال على العلاقات الفردية داخل الأسرة، وكذا مسميات جسم الإنسان، "راص وعين وفم واجناح وأصبع گدم.." حيث أنها لم تكن إلا تعبيرا عن نفس المدلولات في اللغة العربية الفصحى "رأس، عين، فم، جناح، إصبع وقدم.." وكذا افعال مثل "أوتجع، واتكلم واگبظ وامش.." فهي ليست سوى "توجع، وتكلم وقبض ومشى.."
وهى اللهجة التي طبعت غالبية مجتمع البيظان في شتى مناظق تواجدهم.
3- الأدب والفن: وإذا كان الدين واللغة قد كونا عاملي توحيد لهذا المجتمع، فإن الأدب الفن الحسانيين قد شكلا بدورهما رافدا ثقافيا توحيديا له، فقد شكلت الطلعة والكاف عمادا حقيقيا لأدب هذا المجتمع كما شكلت آلتي الآردين والتيدنيت عمادا لفنه الموسيقي الشيء الذي خلق تراثا ثقافيا ونهجا أدبيا وفنيا درجت عليه كافة الأعمال الأدبية والموسيقية لدى مختلف الأدباء والفنانين في هذا المجمع في ماضيه وحاضره.
كما أدى ذلك إلى وجود رموز تاريخية "أدبية كانت أو موسيقية" موحدة لهذا المجتمع،
ولهذا فإنه لا غرابة أن تتردد إعمال أدبية لولد بيروك -وهو من أعلام الأدب في أقصى شمال المنطقة الصحراوية- فلا غرابة أن تتردد على مسامعك "كيفان أو أطلع" من أعماله في أقصى الجنوب الموريتاني، أو أن تطالعك أعمال أدبية في أزواد لمحمد ولد أحمد يوره، أو أن تسمع نحية موسيقية أو شور لولد النان الكبير وأنت تربع في داخل إحدى ولايات المخيم الصحراوي بتيندوف.
فهي ثقافة مجتمع واحد وموسيقى واحدة لهذا المجتمع.
4- أما الجوانب الأخرى من السلوكيات الثقافية والعادات فلا تكاد تميز بين أي بيظاني وآخر في أي نقطة من أماكن التواجد، فحيث ما يوجد عنصر من هذا المجتمع فسيطالعك لباس موحد تمثله دراعة الرجل وملحفة المرأة، ذلك الري الذي يميز هذا المجتمع ويجعله مخالفا لأي مجتمع آخر، فإذا كان أغلب العالم قد تخلى عن تراثه التقليدي المتمثل في اللباس والعادات والتقاليد فإن مجتمع البيظان ظل محافظا على ثلاثة مكونات أساسية شكلت فخرا واعتزازا لهذا المجتمع، تمثلت في:
– نوعية الملابس: تأخذ الدراعة شكلا مخالفا لجميع الأزياء لدى مختلف المجتمعات، فهي بشكلها الفضفاض تمثل بعدا استرخائيا، يتأقلم مع جميع الأزمنة باختلاف حالة الطقس والمناخ، فهي لحاف يقي من برد الشتاء، وظل ضد لفح حرارة فصل الصيف.
ونفس الشيء مع الملحفة التي لها لنفس الخصائص.
- التقليد الغذائي: تتعدد نوعيات الوجبات وطرق تحضيرها لدى كافة المجتمعات، الشيء الذي يتماثل فيه هذا المجتمع مع غيره من المجتمعات الأخرى إلا أن وجبات معينة تظل خاصة بكل مجتمع تميزه عن غيره من المجتمعات، ويتمثل ذلك في وجبتين رئيسيتين تمثلان العمود الفقري للتقليد الغذائي لدى مجتمع البيظان، هما وجبتي الأرز والكسكس الممزوجتين باللحم، حيث يتم تحضيرهما بطريقة تقليدية معروفة.
كما يرافقهما في التقليد الشرابي مادة "ازريك" ذات الشكل الإمتزاجي بين الماء واللبن.
- الشاي لدى مجتمع البيظان: يجمع العالم على تناول مادة الشاي كضرورة تمد الإنسان بالطاقة ولها أبعاد نفسية وصحية لا متناهية، كما يتفق العالم على طريقة متقاربة لتحضير هذا المشروب الممتع، ووحده مجتمع البيظان يملك طقوسا وآليات مختلفة لهذا المشروب تميز طريقة تحضيره لدى هذا المجتمع عن طرق تحضيره لدى جميع الأمم فكمية "الكيسان" وطريقة استحداث "الرغوة" ونوعية الآليات والمقادير المحددة لمكونات المشروب من "شاي صيني" و"سكر" و"نعناع" تمثل بعدا خاصا لدى المتناولين لهذا المشروب،
أما من حيث التقاليد الاجتماعية فإن لمجتمع البيظان عادات وتقاليد، تختلف باختلاف المناسبات، فللزواج طقوسه الخاصة، كما للأعياد والمناسبات وغيرها مما يميز كل نوع منها عن غيره وهي عادات ميزت هذا المجتمع عن غيره من المجتمعات فضلا عن عادة إكرام الضيف التي أصبحت غائبة لدى الكثير من المجتمعات بسبب عوامل الحضارة والتحول الأخلاقي الناتج عن طبيعة المرحلة،
فقد بقي هذا المجتمع متمسكا بتلك الظاهرة فخورا بها، وهي الظاهرة التي تمثلها الخيمة العربية المفتوحة أمام الضيوف والزائرين.
مع تحياتي اختكم صحراوية عروسية واعتز
صحراوية عروسية واعتز- أعروسي(ة) مميز(ة)
-
عدد المساهمات : 293
العمر : 38
الموقع : ma-vie-1986@live.fr
رد: اسس مجتمع "البيظان"
شکرا علی المعلومات القیمه ولثمینه
ابراهیم ابن العروس- أعروسي(ة) مسيطر(ة)
- عدد المساهمات : 755
العمر : 58
الموقع : الاهواز
العمل/المهنة : مدرس تاریخ وجغرافیا
رد: اسس مجتمع "البيظان"
العفو ابن عمي ابراهيم
صحراوية عروسية واعتز- أعروسي(ة) مميز(ة)
-
عدد المساهمات : 293
العمر : 38
الموقع : ma-vie-1986@live.fr
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى