هي الاخلاق
صفحة 1 من اصل 1
هي الاخلاق
هي الاخلاقُ تنبتُ كالنبات
هي الاخلاقُ تنبتُ كالنبات *** اذا سقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهدها المُربي *** على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساقٍ *** كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد رُوحا ** بازهارٍ لها متضوعات
ولم أر للخلائق من محلِّ *** يُهذِّبها كحِضن الأمهات
فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ *** بتربية ِ البنين أو البنات
واخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً *** باخلاق النساءِ الوالداتِ
وليس ربيبُ عالية ِ المزايا *** كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنانٍ *** كمثل النبت ينبت في الفَلاة
فيا صدرَ الفتاة ِ رحبت صدراً *** فأنت مَقرُّ أسنى العاطفات
نراك إذا ضممتَ الطفل لوْحا *** يفوق جميع الواح الحياة
اذا استند الوليد عليك لاحت *** تصاوير الحنان مصورات
لأخلاق الصبى بكُّ انعكاس *** كما انعكس الخيالُ على المِراة
وما ضَرَبانُ قلبك غير درس *** لتلقين الخصال الفاضلات
فأوِّل درس تهذيب السجايا *** يكون عليك يا صدر الفتاة
فكيف نظنُّ بالأبناء خيراً *** اذا نشأوا بحضن الجاهلات
وهل يُرجَى لأطفالِ كمال *** اذا ارتضعوا ثديّ الناقصات
فما للأمهات جهلن حتى *** أتَيْن بكل طيَّاش الحصاة
حَنوْنَ على الرضيع بغير علم *** فضاع حنوّ تلك المرضعات
أأمُّ المؤْمنين إليك نشكو *** مصيبتنا بجهل المؤمنات
فتلك مصيبة يا أمُّ منها *** «نَكاد نغصُّ بالماءِ الفراتِ»
تخذنا بعدك العادات ديناً *** فأشقى المسلمون المسلمات
فقد سلكوا بهنَّ سبيلَ خُسرٍ *** وصدّوهنَّ عن سبل الحياة
بحيث لزِمْن قعرَ البيت حتى *** نزلنَ به بمنزلة الأدَاة
وعدّوهن اضعف من ذباب *** بلا جنح وأهون من شذاة
وقالوا شرعة الاسلام تقضي *** بتفضيل «الذين على اللواتي»
وقالوا إن معنى العلم شيء*** تضيق به الصدور الغانيات
وقالوا الجاهلات أعفُّ نَفساً *** عن الفحشا من المتعلمات
لقد كذبوا على الاسلام كذباً *** تزول الشمُّ منهُ مُزَلزَلات
اليس العلم في الاسلام فرضاً *** على ابنائه وعلى البنات
وكانت أمنا في العلم بحراً *** تحل لسائليها المشكلات
وعلمها النبيُّ اجلَّ علمٍ *** فكانت من اجلّ العالمات
لذا قال ارجِعُوا أبداً إليها *** بثلثيْ دينكم ذي البينات
وكان العلم تلقيناً فأمْسى *** يحصل بانتياب المدرسات
وبالتقرير من كتب ضخام *** وبالقلم الممَدِّ من الدواة
ألم نر في الحسان الغيد قبلاً *** أوانسَ كاتبات شاعرات
وقد كانت نساء القوم قدماً *** يرُحْنَ إلى الحروب مع الغزاة
يكنَّ لهم على الأعداء عونا *** ويضمِدن الجروح الداميات
وكم منهن من أسِرَت وذاقت *** عذاب الهُون في أسر العُداة
فما ذا اليوم ضرّ لو التفتنا *** الى اسلافنا بعض التفات
فهم ساروا بنهج هُدى وسرنا *** بمنهاج التفرق والشتات
نرى جهل الفتاة لها عفافاً *** كأن الجهل حصن للفتاة
ونحتقر الحلائلَ لا لجرمٍ *** فنؤذيهنَّ انواعَ الاذاة
ِ
ونلزمهن قعر البيت قهرا *** ونحسبهن فيه من الهَنات
لئن وأدوا البنات فقد قبرنا *** جميع نسائنا قبل الممات
حجبناهن عن طَلب المعالي *** فعشن بجهلهنَّ مهتلكات
ولو عَدمت طباع القوم لؤما *** لما غدت النساء محجبات
وتهذيب الرجال أجل شرط *** لجعل نسائهم مُتهذبات
وما ضر العفيفة كشفُ وجه *** بدا بين الأعفّاء الأباة
فِدى لخلائق الأعراب نفسي *** وإن وُصفوا لدينا بالجُفاة
فكم برزت بحيهم الغواني *** حواسر غير ما متريبات
وكم خشف بمربعهم وظبي *** يَمرُّ مع الجداية والمهاة
هي الاخلاقُ تنبتُ كالنبات *** اذا سقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهدها المُربي *** على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساقٍ *** كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد رُوحا ** بازهارٍ لها متضوعات
ولم أر للخلائق من محلِّ *** يُهذِّبها كحِضن الأمهات
فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ *** بتربية ِ البنين أو البنات
واخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً *** باخلاق النساءِ الوالداتِ
وليس ربيبُ عالية ِ المزايا *** كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنانٍ *** كمثل النبت ينبت في الفَلاة
فيا صدرَ الفتاة ِ رحبت صدراً *** فأنت مَقرُّ أسنى العاطفات
نراك إذا ضممتَ الطفل لوْحا *** يفوق جميع الواح الحياة
اذا استند الوليد عليك لاحت *** تصاوير الحنان مصورات
لأخلاق الصبى بكُّ انعكاس *** كما انعكس الخيالُ على المِراة
وما ضَرَبانُ قلبك غير درس *** لتلقين الخصال الفاضلات
فأوِّل درس تهذيب السجايا *** يكون عليك يا صدر الفتاة
فكيف نظنُّ بالأبناء خيراً *** اذا نشأوا بحضن الجاهلات
وهل يُرجَى لأطفالِ كمال *** اذا ارتضعوا ثديّ الناقصات
فما للأمهات جهلن حتى *** أتَيْن بكل طيَّاش الحصاة
حَنوْنَ على الرضيع بغير علم *** فضاع حنوّ تلك المرضعات
أأمُّ المؤْمنين إليك نشكو *** مصيبتنا بجهل المؤمنات
فتلك مصيبة يا أمُّ منها *** «نَكاد نغصُّ بالماءِ الفراتِ»
تخذنا بعدك العادات ديناً *** فأشقى المسلمون المسلمات
فقد سلكوا بهنَّ سبيلَ خُسرٍ *** وصدّوهنَّ عن سبل الحياة
بحيث لزِمْن قعرَ البيت حتى *** نزلنَ به بمنزلة الأدَاة
وعدّوهن اضعف من ذباب *** بلا جنح وأهون من شذاة
وقالوا شرعة الاسلام تقضي *** بتفضيل «الذين على اللواتي»
وقالوا إن معنى العلم شيء*** تضيق به الصدور الغانيات
وقالوا الجاهلات أعفُّ نَفساً *** عن الفحشا من المتعلمات
لقد كذبوا على الاسلام كذباً *** تزول الشمُّ منهُ مُزَلزَلات
اليس العلم في الاسلام فرضاً *** على ابنائه وعلى البنات
وكانت أمنا في العلم بحراً *** تحل لسائليها المشكلات
وعلمها النبيُّ اجلَّ علمٍ *** فكانت من اجلّ العالمات
لذا قال ارجِعُوا أبداً إليها *** بثلثيْ دينكم ذي البينات
وكان العلم تلقيناً فأمْسى *** يحصل بانتياب المدرسات
وبالتقرير من كتب ضخام *** وبالقلم الممَدِّ من الدواة
ألم نر في الحسان الغيد قبلاً *** أوانسَ كاتبات شاعرات
وقد كانت نساء القوم قدماً *** يرُحْنَ إلى الحروب مع الغزاة
يكنَّ لهم على الأعداء عونا *** ويضمِدن الجروح الداميات
وكم منهن من أسِرَت وذاقت *** عذاب الهُون في أسر العُداة
فما ذا اليوم ضرّ لو التفتنا *** الى اسلافنا بعض التفات
فهم ساروا بنهج هُدى وسرنا *** بمنهاج التفرق والشتات
نرى جهل الفتاة لها عفافاً *** كأن الجهل حصن للفتاة
ونحتقر الحلائلَ لا لجرمٍ *** فنؤذيهنَّ انواعَ الاذاة
ِ
ونلزمهن قعر البيت قهرا *** ونحسبهن فيه من الهَنات
لئن وأدوا البنات فقد قبرنا *** جميع نسائنا قبل الممات
حجبناهن عن طَلب المعالي *** فعشن بجهلهنَّ مهتلكات
ولو عَدمت طباع القوم لؤما *** لما غدت النساء محجبات
وتهذيب الرجال أجل شرط *** لجعل نسائهم مُتهذبات
وما ضر العفيفة كشفُ وجه *** بدا بين الأعفّاء الأباة
فِدى لخلائق الأعراب نفسي *** وإن وُصفوا لدينا بالجُفاة
فكم برزت بحيهم الغواني *** حواسر غير ما متريبات
وكم خشف بمربعهم وظبي *** يَمرُّ مع الجداية والمهاة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى