بن عروس !!! ثلاثة في واحد

لعل ادق عنوان يمكن للمرء ان يعطيه لهذا الموضوع هو "أوجه التشابه في أسماء أعلام المغرب العربي، واختلاط بعضها ببعض" ذلك أن الدارس لتاربخ الشيخ سيدي أحمد العروسي سيجد الكثير من المتناقضات التى لا تقبل الجمع و الخلط ومن ابرزها: نسبه الشريف ... هل هو حسني أم حسيني ؟



الاول: بن عروس المتصوف
هو أحمد بن عبد الله بن أبي بكر المعروف باسم أحمد بن عروس , يرتفع نسبه إلى قبيلة هوارة (مع الاختلاف في نسبته إلى هوارة البربر أو هوارة الصعيد عند من يزعم مصريته), ولد سنة 778 هـ بواد اسمه وادي الرمل الذي يقع بضاحية قرية المزاتيين, بتونس وبتونس أيضاً توفي سنة 868 هـ وفي بعض الروايات 781 هـ، وذالك في قرية المزاتين والتي تبعد مسافة خمسين ميلا عن مدينة تونس العاصمة. وأمه سيدة من مدينة مصراتة اسمها سالمة, مات زوجها عن ثلاثة أبناء, أكبرهم السيد أبو بكر ثم السيد عبد المغيث , وأصغرهم سيدي أحمد الذي نحن بصدده , فتزوجت بعده من آخر وحملت ابنها الصغير أحمد معها لبيته دون إخوته لصغر سنه , ومن هنا التصق به لقب ابن عروس , وقضى فترة من عمره الذي قارب التسعين عاما في التنقل في المغرب العربي بين ليبيا وتونس والجزائر والمغرب , حتى استقر بتونس حيث كان تاتية طلاب العلم النافع من كل حدبٍ وصوبٍ لتنهل مما أفاض الله عليه وكان كغيره من رجال السلف الصالح يتحرى الحلال في معيشته فاشتغل نجاراً ومؤدباً للأطفال , وعامل بناء, وكان يحمل دائماً صِراراً ضخمة حتى عرف بأبي الصرائر وإن كان البعض ينطقها خطأ السرائر نسبة إلى السريرة ,والصحيح ما ذكرنا ترجم له السخاوي في الضوء اللامع يقول: أحمد أبو الصرائر .... إلخ وإن كان الفضل في حفظ تاريخ حياته إلى درجة لا بأس بها يرجع إلى تلميذه الشيخ عمر بن علي الجزائري حيث وضع في ترجمته كتابا ضخما يتجاوز ال500 صفحة، بعنوان "ابتسام الغروس ووشي الطروس في مناقب قطب الأقطاب سيدي أحمد بن عروس". وكانت وفاته حسب اجتهاد الشيخ عبد الكريم البرموني يوم 8/ صفر 868 ه بعدما بلغ من العمر 115 سنة، وإليه في أحد القولين تنسب الطريقة العروسية المنتشرة في مصر وأنحاء تونس، بل ومن أشهر الطرق المنتشرة في شمال إفريقيا حيث وجد لها أتباع كثيرون. وسبب ذلك أن خليفته المعروف بأبي تليس القيرواني ترك تونس إلى مصر وكان يقيم الحضرة العروسية في الأزهر، وكانت مربعات ابن عروس تنشد في تلك الحضرة. وقد طُبع هذا الكتاب بتونس سنة 1885 م فحفظ من الضياع, واختلط على كثيرين من رجال التصوف والتاريخ والتراجم. ومن جملة ما ذكره في مدح ابن عروس قوله :


أمر له السلطان الحفصي أبو عبد الله محمد المنتصر بالله في القرن التاسع الهجري\القرن الخامس عشر الميلادي ببناء زاوية سميت زاوية سيدي أحمد بن عروس. تعد أشهر الزوايا بتونس الخضراء، ومازالت قائمة الى يومنا هذا.

اعتزل الناس في منزل خاص طوال سبع سنين ثم صعد إلى سقفه وظل فوقه حولاً كاملاً كما ورد في بعض الروايات كان ذلك سنة 841 هـ . وقد كانت وفاة الشيخ أحمد بن عروس سنة 869 هـ عن عمر بلغ تسعين عاماً ويرى بعض المؤرخين كابن العماد الحنبلي أن وفاته كانت سنة 871 ويرى غيره أنها سنة 868 هـ.

الثاني: بن عروس الشاعر
ولد بعده بثلاثة قرون ونصف بمدينة قنا في الصعيد المصري، أطلق عليه اللقب تشبيها له بابن عروس التونسي وهو صاحب أزجالٍ في الحكمة وأشعارٍ في الوعظ وقصائد في الدعوة إلى ذم الدنيا وعدم الركون لها ، بطريقة تشابه أزجال ومقطعات سيدي عبد الرحمن المجذوب في المغرب الاقصى. و المربعة عبارة عن مقطع شعري يدي معنى كامل لوحده، قريب من الحكم و الأمثال، حيث تكون قافية البيت الأول مع الثالث و الثاني مع الرابع، و أغلب المربعات الشعبية المصرية منسوبة لابن عروس، سواء كان كتبها فعلا أو أحد تلاميذه، عاش في زمن عصر المماليك.

ولقد حصلت على كتاب "les gnomes de Sidi Abd Er-Rahan El-Medjedoub" احدى اصدارات "les moralistes populaires de l'islam" لصاحبه Comte Henry de Castries الصادر سنة 1896 بباريس، وقد ورد فيه الكثير من ربعيات سيدي عيد الرحمان المجذوب، والتى كان مجموعة منها _أي ربعيات_ تنسب الى بن عروس المصري.

في أية لحظة لمن أراد الحصول على الكتاب المذكور أعلاه و تحميله الضغط هنا

ولأشعاره العامية شهرة عالية. ولد في أوائل القرن الثاني عشر الهجري وكان (كما ذكر الأستاذ أحمد رشدي صالح في كتابه "الأدب الشعبي" صفحة 119) في بداية أمره قاطع طريق يتعيش بالسلب والسطو على أموال الناس، ويقال أنه بقي أكثر من ثلاثين سنة خارجا على القانون في صعيد مصر، ويذيع اسمه كلص خطير فتأتيه الهدايا من سائر البلاد استرضاء له واتقاء لشره. ويذهب بعض الباحثين إلى أنه في الحقيقة لا وجود لشخصية ابن عروس (المصري) وأنه ليس إلا صدى الغموض الذي أحاط أصلا بشخصية ابن عروس التونسي أبي الصرائر (ذي القرنين) أحمد بن عروس الهواري، وكل هذه المشاكل بقيت تراوح في مكانها.
ويرى بعض الباحثين أن معظم مربعات ابن عروس (المصري) من شعر تلاميذه المصريين ، ومنهم من رأى أن الغالبية العظمى منها يجب أن تنسب إلى كاتبها الأصلي سيدي عبد الرحمن المجذوب المغربي (ت 944هـ)، انظر في كل ذلك كتاب "ابن عروس: السيرة، اللوحات، النصوص" تأليف محمود الهندي. فخلط الناس بينه وبين أحمد بن عروس الاخر طابقه في الإسم واللقب. وكثيراً ما تنسب أشعار أحمد بن عروس المصري للآخر , وينسب تصوّف الأول للأخير.

بعض من مربعات بن عروس:

الثالث: بن عروس الشريف
أحمد بن عمر بن موسى بن يحيى بن الحسن بن سعيد بن عبد القادر بن صالح بن عمر بن مولاي الحسن بن ابراهيم بن عبد الصادق بن عبد الكريم بن عبد الله بن علي بن ادريس الأصغر بن ادريس الأكبر، دفين منطقة بني عروس تبعد عن مدينة العرائش ب 71 كلم. لقب بالعروس، ذلك أنه كان عريسا عندما انتدبه أبوه الناسك أحمد مزوار بن علي حيدرة في مهمة الإقامة عند قبائل مجاورة لقبيلة سماتة التي بها قلعة حجر النسر معقل أسرته الأخير، بعد أن أطيح بنظام حكم الأدارسة وتشتتهم في مختلف الأصقاع متنكرين ومخفين أصلهم وشرف نسبهم. وأعتقد أن كنية الإدريسي ستختفي لقرون قبل بروزها من جديد.
وله من الذريته سيدي عيسى بن سيدي سلام العروس. كانت بعض الطوائف المذكورة تنازعت في أخذ الضيف الكريم سيدي سلام العروس ، كل واحدة تريد أن تأخذه معها، وتنزله في بلدها لتفوز بشرف البيت النبوي بين أهلها وذويها، فاختار هو النزول بالموضع الذي هو فيه لجماله وخصوبة أرضه وحسن موقعه ، فكان قلب قبيلة بني عروس. ثم وقع نزاع بين الطائفتين القويتين في أخذ ولده السيد عيسى المذكور، وهما طائفة قرية مَرْج حمود ، وطائفة أولاد بوحراث الموجودة أحفادهم إلى الآن بقرية (مجازليين) و لم تكن الطائفة المذكورة أيضا بأقل من الأولى بل هي تماثلها في كل ما لها، فغلبت طائفة قرية مَرْج حمود منازعتها في الولد المذكور فأخذته وأسكنته بالقرب من قريتها، وقامت بخدمته إلى أن توفي ، ودفن بالموضع الذي هو فيه إلى اليوم بالقرب من قريتهم و لم يخلف سوى ولد واحد اسمه (بوحرمة) أخذته إلى قريتها طائفة أولاد بوحراث، ولأبيه المذكور مشهد عظيم مروع بأسفل قرية بوعمار المجاورة لقرية مْرج حمود التي يسكنها اليوم حفدة الولي المذكور، وإن دلت تلك المشاهد الفخمة المبنية في وسط الغابات المحيطة بالأشجار الباسقة فإنما تدل على مقدار اعتناء المحبين للبيت النبوي الكريم باعتناء (أهل البيت الشريف). وتوجد حتى الآن عادة لأحفاد قرية مَرْج حمود متبعة من لدن أجدادهم خلفا عن سلف، وهي أنهم يفتتحون موسم الحرث بتحظير ضريح الولي المذكور، والمقبرة المحيطة به من كل سنة. فظلت بركة هذه النية الصالحة عبر العصور الغابرة ميزة لأهل هذه القرية في لمّ شملهم وجمع كلمتهم إلى الآن ، وهي ظاهرة فريدة لهم حتى أن الكلمة والرأي في بني عروس كان يرجع إليهم فيها، ولو أتيت قريتهم وخبرت مجتمعهم ووفاقهم ومكان القوة والشدة منهم نساء ورجالا أخذك العجب منهم ولتحققت أن صلاح الفرع من صلاح أصله فهي عهود محفوظة من الآباء توارثتها الأبناء. عن كتاب الحصن المتين ج 2 ، ص 36.

تفيدنا معلمة المغرب (ج5 ، ص 1542 و 1543) في مادة بني عروس، أنها : قبيلة تقع بناحية جبالة (إقليم العرائش حالياً) وتحيط بها قبائل : جبل حبيب، بني يدر، بني حزمر، بني ليت ، الأخماس ، بني يسف ، سماتة ، بني كرفط ، بداوة، امزورة. وتقدر مساحتها بـ 492 كلم مربع ، سكانها يتكلمون باللهجة العربية الدارجة ، والمركز الرئيسي للقبيلة هو قرية تازروت ، كما أن القبيلة تتوفر على خمسة و سبعين مسجدا وواحد وأربعين ضريحا وزاويتين وثمانية وسبعين كتابا قرآنيا وست مدارس للتعليم الديني الثانوي. تنقسم القبيلة إلى ست فرق هي : ورا الظهر (18 مدشرا) والعزابة (17 مدشرا) ويدلول (14 مدشرا) و بني أومراس (12 مدشرا) وابياط (10 مداشر) وفرقة المداشير (7 مدشرا). وفي النظام الإداري تنقسم القبيلة إلى جماعتين قرويين هما : جماعة تازروت وجماعة خميس بني عروس ، وهناك جزء من القبيلة العروسية تم ضَمُّهُ إلى جماعة أربعاء العياشة. ولاهتمامنا هنا بقبيلة بني عروس على الخصوص، أكثر من سبب يذكر ؛ فعلاوة عن علاقتها بالولي الصالح سلام العروس الذي تقفينا أخباره هنا في هذا المبحث ، يمكن الإشارة إلى أنه بمنطقتها الجغرافية يوجد جبل العَلَم الذي ينسب اسم العلميين إليه، وبقنته ضريح سلفنا القطب مولانا عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر، وهي قِبلة للزائرين منذ أمد طويل.

يوسنيزم كتب:أما الرجل الذي أوردتم نسبه و الذي هو أحمد بن عمر بن موسى بن يحيى إلى آخر ما ورد بالمقتبس فهو نفسه جدكم الشريف سيدي أحمد العروسي دفين الساقية الحمراء، و قد وقفنا عليه شخصيا منحوتا على صخرة تقع على رأس مقامه الشريف
.

السلام عليكم
بداية نرحب بالشريف يوسينزم الرحالي في منتديات الاشراف العروسيين، و نقول له حللت اهلا و نزلت سهلا.
و نشكره على كتاباته الكثيرة و مقارباته الاكادمية وتحليله المنطقي و اهتمامه الكبير بالاشراف العروسيين، و دفاعه عنهم في غيبتهم، و حبه لهم، و لا يستطيع كل العروسيين ان يجازوه على افعاله الحميدة التي بقيت شواهد في التاريخ.
فلك يا سيدي الشريف اسمى ايات الاحترام و التقدير من اخيك الباحث.

ملاحظتي انكم دائما تذكرون انكم وقفتكم شخصيا على منحوت على صخرة تقع على مقامه الشريف و تذكر النسب الحسني!
ولقد وقفت ما مرة على راس مقامه الشريف و لم اجد ما يدل على ذلك او يذكره، الذي اذكره انه مكتوب "احمد العروسي بن مولاي عمر ..... المتوفى صفر 1002هـ" و لا وجود لا لذكر نسب حسني او حسيني، على ما اذكر.
هذا بعض النظر عن ما يوجد من شواهد في النسب الحسيني، و ان الصخرة مكتوبة في عهد حديث، تاريخ بناء الزاوية، بعد انتشار الرواية الحسنية.
و جزاكم الله خيرا

باسمك اللهم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و آل محمد


و بعد: شكرا لكم أخي الكريم الباحث على كل ما تفضلتم به ، و هو لا يعبر إلا عن حقيقة معدنك، و الشرفاء العروسيين بيننا و بينهم تاريخ لا يجب إغفاله، و إنه لمن العيب ألا نذكر قوما تشهد بمآثرهم و بشرفهم كل حبات رمال الصحراء ، و من العيب ألا نذكر قوما دخلنا دارهم و زرنا زاويتهم و تناولنا زادهم و خالطنا رجالهم، و بخصوص تسلسل أبائه رضي الله عنه نحن قلنا مرارا أن العمود المشهور له و الذي يحيل على إدريسيته لا يعتد به و قد نتفق معك على أنه حديث و لكن من وضعه و بإشارة من و اعتمادا على أي مصدر؟؟؟؟؟ هذه تساؤلات تفرض نفسها أما الوقائع فهي تشي بالعكس و كمثال فقط فعادة العواشير لدى العروسيين تعتبر بحق تمييزا خاصا بها دون غيرها من قبائل الصحراء و المغرب الأقصى عموما، و حتى قدوم الشيخ من تونس يفتح باب الإفتراض أنه من حسينيي صقلية الذين تركوها إبان الغزو الصليبي، و حتى لا أطيل ادفع لك بشاهد مقالكم عن الحجرة المتواجدة على رأس مقامه الشريف، في حين لا استطيع دفع شاهد مقالي بالسلسلة التي أوردت أني وقفت عليها لأني افتقدتها،



و خلاصة فقد قال الشيخ المامون بحسينية الشيخ، كما أخبرني شخصيا شيخنا الشيخ لمير الأمين بن الشيخ محمد إبراهيم بن الشيخ ماء العينين، مما وصله من مصادر جده رضي الله عنه أن سيدي أحمد العروسي حسيني النسب و قد وقف شخصيا (الشيخ ماء العينين) على نسبه مخطوطا لدى أحد رجالات شنجيط و يدعى ولد بنيوك، و قد ارتفع به إلى الحسين عليه السلام ، و مما بلغنا ايضا ممن نثق بهم من رجال شنجيط أن عروسيي القبلة يقولون أنهم حسينيون عكس بعض عروسيي الصحراء و التل، و الله أعلم، و إنه يشرفنا الكينونة بينكم فالعروسيين من أحبابنا و الإحترام و التوقير الذي لمسناه منهم إكراما لجدنا سيدي رحال هو نفسه ما نحمله لهم إكراما لجدهم و إكراما لهم.

السلام عليكم
اخي الشريف يوسينزم،
اشكرك على الاجابة، و اني و الله لافتخر بك في كل شاهد،
بالنسبة لفرضية حسيني صقلية فهي جد واردة و اريد منكم سيدي ان تكتبوا مثل ما كتبتم سابقا في بغض المنتديات جميع الافتراضات بما فيها الصقلي حتى يطلع الجميع و نثري النقاش، و رغم ان المنتدى فتي لاني واثق تمام الثقة انه سيكون من المفضلين لديكم.
بالمناسبة افتتحت موضوعا عن علاقة الشرفاء العروسيين بالابناء عمومتهم الشرفاء الرحاحلة و لا يكتمل الموضوع الا بحضرتكم.
الموضوع في باب "ارتباطات العروسيين بالقبائل الاخرى".
ننتظر المزيد من ابداعاتكم.
اخوكم الباحث