تأسيس زاوية الشيخ سيدي أحمد العروسي

بعد أن استقر الولي سيدي أحمد العروسي بالساقية الحمراء دخل في خلوة لمدة طويلة ، بعدها سيكون زاويته، التي تعتبر مبدئيا هي مسكن الولي بصفتها محل إقامة ودراسة في نفس الوقت ، ثم سيشرع في تشكيل دبائحه أي مريديه وهي عادة عرفت لدى متصوفة أهل ذلك الزمان وقبل الحديث عن المكانة الصوفية لزاوية سيدي أحمد العروسي اخترنا أن موقعها جغرافيا.

طرح سيدي أحمد العروسي على صخرة "الطبيلة" الشهيرةقادما من مراكش، والصخرة توجد على بعد حوالي 30 كلم غرب السمارة عند عين ماء تسمى أم أشكاك على الضفة الغربية لوادي الساقية الحمراء، وتسمى الطبيلة بهذا الإسم لأن شكلها يشبه المائدة وحقيقة من يشاهد هذا المكان يعتقد أنه طبلة أو مائدة موضوعة هناك، ويصعب على الإنسان الصعود إلى أعلاه دون السلم .

أسس الشيخ سيدي أحمد العروسي زاوية بالساقية الحمراء ذاع صيتها واشتدت إليها الرحال فاعتبر العروسي من أفضل شيوخ عصره في التربية الصوفية، وزاويته مقصد المتشوقين إلى التصوف فيربيهم ويأخذ بيدهم للرقي في مقام الطريق. ومن أهم الشيوخ الذين قصدوا سيدي أحمد العروسي في زاويته للتربية على يديه، الشيخ أحمد بنموسى الكزازي المتوفي عام 1016هـ-1608م الذي قصد خيامه بوادي الساقية الحمراء بعد أن أخذ على شيخه في التلقين عبد الرحمن السهلي، وهذا الأخير هو الذي أمره بالقدوم إلى سيدي أحمد العروسي ليأخذ عنه التربية لكون سيدي محمد بن عبد الرحمن مجذوبا لا يحسن التربية ، وهنا إشارة تفيد أن الشيخين كانا على علاقة.

من الشيوخ الذين قصدوا زاوية سيدي أحمد العروسي نجد الفقيه يوسف بن عابد الإدريسي الحسني الفاسي صاحب كتاب "ملتقط الرحلة من المغرب إلى حضر موت"، الذي كان هدفه البحث عن مشايخ التصوف ورباطات الصلحاء، وقد نصحه العديد من الشيوخ والعلماء عن البحث عن سيدي أحمد العروسي جنوب مدينة مراكش وراء واد درعة الذي يعتبر صاحب الوقت آنذاك وقد ذكر ابن عابد الفاسي تفاصيل رحلة البحث هذه وما صاحبها من متاعب تغلب عليها ببركة المقصود، ثم تحدث عن الطريقة التي استقبله بها وما يمتاز به الشيخ من تواضع وإكرامه لقاصديهن وبعد أن مكث عنده مدة من الوقت لم تخلو من منازلات ومطارحات بين الاثنين، غادر الفقيه ابن عابد الفاسي زاوية الولي الصالح سيدي أحمد العروسي الذي دعى له بالبركة .

هكذا تظهر بجلاء المكانة الروحية الصوفية التي امتاز بها الولي الصالح سيدي أحمد العروسي، وقد عاصر هذا الولي مجموعة من الأولياء والصالحين كانوا معه في الساقية الحمراء ومنهم الشيخ سيدي أحمد الركيبي والشيخ عامر الهامل جدا أولاد أبي السباع والشيخ أحمد بوعنبور جد أولاد تيدرارين . وهؤلاء الشيوخ لهم شعبية واسعة لدى الصحراويين وخاصة حفدة كل شيخ. ويقال أن علاقة مثينة مفعمة بالحب والود والإخلاص لوجه الله توطدت بين الشيوخ.



- حمادي الساحلي، تاريخ افريقية في العهد الحفصي، لروباربر نشيفك، ج اا، دار الغرب الإسلامي، بيروت لبنان، 1988، ص 357.
- سيموتيقا المعتقدات الصحراوية من طقوس الميلاد إلى شعائر الدفن، بحث لنيل الإجازة في علم الاجتماع ص 70.
- إبراهيم السمرائي وعبد الله محمد الحبشي، رحلة ابن عابد الفاسي من المغرب إلى خضر موت دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1993 ص 64-67-69-70.
- إدريس القوري، الولي الصالح سيدي احمد العروسي في آثار الدارسين ، ص 63.

السلام عليكم

شكرا السيد المدير على هده المعلومات القيمة

شكرا على هذه المشاركة القيمة مازلنا ننتظر منكم المزيد من المفيد والخـــــــــــــــــــــتام ســــــــــــــــــــلام

جازاك الله وننتظر المزيد