أبو الطيب المتنبي في قصيدة "على قدر أهل العزم"
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أبو الطيب المتنبي في قصيدة "على قدر أهل العزم"
على قدر أهل العزم تأتي العزائم // وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها // وتصغر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الدولة الجيش همه // وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند الناس ما عند نفسه // وذلك ما لا تدعيه الضراغم
يفدي أتم الطير عمرا سلاحه // نسور الفلا أحداثها والقشاعم
وما ضرها خلق بغير مخالب // وقد خلقت أسيافه والقوائم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها // وتعلم أي الساقيين الغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزوله // فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فأعلى والقنا يقرع القنا // وموج المنايا حولها متلاطم
وكان بها مثل الجنون فأصبحت // ومن جثث القتلى عليها تمائم
طريدة دهر ساقها فرددتها // على الدين بالخطي والدهر راغم
تفيت الليالي كل شيء أخذته // وهن لما يأخذن منك غوارم
إذا كان ما تنويه فعلا مضارعا // مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم
وكيف ترجي الروم والروس هدمها // وذا الطعن أساس لها ودعائم
وقد حاكموها والمنايا حواكم // فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجرون الحديد كأنما // سروا بجياد ما لهن قوائم
إذا برقوا لم تعرف البيض // منهم ثيابهم من مثلها والعمائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه // وفي أذن الجوزاء منه زمازم
تجمع فيه كل لسن وأمة // فما يفهم الحداث إلا التراجم
فلله وقت ذوب الغش ناره // فلم يبق إلا صارم أو ضبارم
تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا // وفر من الفرسان من لا يصادم
وقفت وما في الموت شك لواقف // كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة // وجهك وضاح وثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى // إلى قول قوم أنت بالغيب عالم
ضممت جناحيهم على القلب ضمة // تموت الخوافي تحتها والقوادم
بضرب أتى الهامات والنصر غائب // وصار إلى اللبات والنصر قادم
حقرت الردينيات حتى طرحتها // وحتى كأن السيف للرمح شاتم
ومن طلب الفتح الجليل فإنما // مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
نشرتهم فوق الأحيدب كله // كما نثرت فوق العروس الدراهم
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى // وقد كثرت حول الوكور المطاعم
تظن فراخ الفتخ أنك زرتها // بأماتها وهي العتاق الصلادم
إذا زلقت مشيتها ببطونها // كما تتمشى في الصعيد الأراقم
أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم // قفاه على الإقدام للوجه لائم
أينكر ريح الليث حتى يذوقه // وقد عرفت ريح الليوث البهائم
وقد فجعته بابنه وابن صهره // وبالصهر حملات الأمير الغواشم
مضى يشكر الأصحاب في فوته الظبى // لما شغلتها هامهم والمعاصم
ويفهم صوت المشرفية فيهم // على أن أصوات السيوف أعاجم
يسر بما أعطاك لا عن جهالة // ولكن مغنوما نجا منك غانم
ولست مليكا هازما لنظيره // ولكنك التوحيد للشرك هازم
تشرف عدنان به لا ربيعة // وتفتخر الدنيا به لا العواصم
لك الحمد في الدر الذي لي لفظه // فإنك معطيه وإني ناظم
وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى // فلا أنا مذموم ولا أنت نادم
على كل طيار إليها برجله // إذا وقعت في مسمعيه الغماغم
ألا أيها السيف الذي ليس مغمدا // ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم
هنيئا لضرب الهام والمجد والعلى // وراجيك والإسلام أنك سالم
ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى // وتفليقه هام العدى بك دائم
وتعظم في عين الصغير صغارها // وتصغر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الدولة الجيش همه // وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند الناس ما عند نفسه // وذلك ما لا تدعيه الضراغم
يفدي أتم الطير عمرا سلاحه // نسور الفلا أحداثها والقشاعم
وما ضرها خلق بغير مخالب // وقد خلقت أسيافه والقوائم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها // وتعلم أي الساقيين الغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزوله // فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فأعلى والقنا يقرع القنا // وموج المنايا حولها متلاطم
وكان بها مثل الجنون فأصبحت // ومن جثث القتلى عليها تمائم
طريدة دهر ساقها فرددتها // على الدين بالخطي والدهر راغم
تفيت الليالي كل شيء أخذته // وهن لما يأخذن منك غوارم
إذا كان ما تنويه فعلا مضارعا // مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم
وكيف ترجي الروم والروس هدمها // وذا الطعن أساس لها ودعائم
وقد حاكموها والمنايا حواكم // فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجرون الحديد كأنما // سروا بجياد ما لهن قوائم
إذا برقوا لم تعرف البيض // منهم ثيابهم من مثلها والعمائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه // وفي أذن الجوزاء منه زمازم
تجمع فيه كل لسن وأمة // فما يفهم الحداث إلا التراجم
فلله وقت ذوب الغش ناره // فلم يبق إلا صارم أو ضبارم
تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا // وفر من الفرسان من لا يصادم
وقفت وما في الموت شك لواقف // كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة // وجهك وضاح وثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى // إلى قول قوم أنت بالغيب عالم
ضممت جناحيهم على القلب ضمة // تموت الخوافي تحتها والقوادم
بضرب أتى الهامات والنصر غائب // وصار إلى اللبات والنصر قادم
حقرت الردينيات حتى طرحتها // وحتى كأن السيف للرمح شاتم
ومن طلب الفتح الجليل فإنما // مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
نشرتهم فوق الأحيدب كله // كما نثرت فوق العروس الدراهم
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى // وقد كثرت حول الوكور المطاعم
تظن فراخ الفتخ أنك زرتها // بأماتها وهي العتاق الصلادم
إذا زلقت مشيتها ببطونها // كما تتمشى في الصعيد الأراقم
أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم // قفاه على الإقدام للوجه لائم
أينكر ريح الليث حتى يذوقه // وقد عرفت ريح الليوث البهائم
وقد فجعته بابنه وابن صهره // وبالصهر حملات الأمير الغواشم
مضى يشكر الأصحاب في فوته الظبى // لما شغلتها هامهم والمعاصم
ويفهم صوت المشرفية فيهم // على أن أصوات السيوف أعاجم
يسر بما أعطاك لا عن جهالة // ولكن مغنوما نجا منك غانم
ولست مليكا هازما لنظيره // ولكنك التوحيد للشرك هازم
تشرف عدنان به لا ربيعة // وتفتخر الدنيا به لا العواصم
لك الحمد في الدر الذي لي لفظه // فإنك معطيه وإني ناظم
وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى // فلا أنا مذموم ولا أنت نادم
على كل طيار إليها برجله // إذا وقعت في مسمعيه الغماغم
ألا أيها السيف الذي ليس مغمدا // ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم
هنيئا لضرب الهام والمجد والعلى // وراجيك والإسلام أنك سالم
ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى // وتفليقه هام العدى بك دائم
للافاطمة اكماش ( دادا )- أعروسي(ة) مميز(ة)
-
عدد المساهمات : 359
رد: أبو الطيب المتنبي في قصيدة "على قدر أهل العزم"
شكرا جزيلا على القصيدة، وللأشارة فقط فأني من معتجبي شعر المتنبي.
تقبيلي مروري
تقبيلي مروري
رد: أبو الطيب المتنبي في قصيدة "على قدر أهل العزم"
شرفتني بالمرور
جًزيت وكفيت
إحترامي لك
جًزيت وكفيت
إحترامي لك
للافاطمة اكماش ( دادا )- أعروسي(ة) مميز(ة)
-
عدد المساهمات : 359
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى