الخطب التي هزت عرش يزيد بعد واقعة الطف2
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الخطب التي هزت عرش يزيد بعد واقعة الطف2
وهذه خطبة فاطمة بنت الحسين عليه السلام في الكوفة
عن زيد بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه قال: خطبت فاطمة الصغرى بعد أن وردت من كربلا ، فقالت:
الحمد لله عدد الرمل والحصى ، وزنة العرش إلى الثرى ، أحمده وأومن به وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن أولاده ذبحوا بشط الفرات من غير ذِحل ولا تِرات ، اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب وأن أقول خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصيه علي بن أبي طالب المسلوب حقه المقتول من غير ذنب ، كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله ، وبها معشرٌ مسلمةٌ بألسنتهم ، تعساً لرؤوسهم ، ما دفعت عنه ضيماً في حياته ولا عند مماته ، حتى قبضته إليك محمود النقيبة طيب الضريبة ، معروف المناقب مشهور المذاهب ، لم تأخذه فيك لومة لائم ولا عذل عاذل ، هديته يا رب للإسلام صغيراً وحمدت مناقبه كبيراً ، ولم يزل ناصحاً لك ولرسولك صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك زاهداً في الدنيا غير حريص عليها ، راغباً في الآخرة مجاهداً لك في سبيلك، رضيته فاخترته وهديته إلى طريق مستقيم .
أما بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل المكر والغدر والخيلاء ، إنا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا ، فجعل بلاءنا حسناً وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا ، فنحن عيبة علمه ووعاء فهمه وحكمه ، وحجته في الأرض في بلاده لعباده ، أكرمنا الله بكرامته ، وفضلنا بنبيه على كثير من خلقه تفضيلاً ، فكذبتمونا وكفرتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً ، كأنا أولاد الترك أو كابل !
كما قتلتم جدنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم !
قرَّت بذلك عيونكم وفرحت به قلوبكم ، اجتراءً منكم على الله ، ومكراً مكرتم ، والله خير الماكرين ، فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا ، فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة ، والرزايا العظيمة في كتاب مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ . لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ .
تباً لكم ! فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم ، وتواترت من السماء نقمات فيُسْحتكم بما كسبتم ويذيق بعضكم بأس بعض ، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا ، ألا لعنة الله على الظالمين .
ويلكم أتدرون أية يد طاعنتنا منكم ، أو أية نفس نزعت إلى قتالنا ، أم بأية رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا ؟ قست قلوبكم وغلظت أكبادكم ، وطبع على أفئدتكم ، وختم على سمعكم وبصركم ، وسوَّل لكم الشيطان وأملى لكم وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون .
تبّاً لكم يا أهل الكوفة ! كم تراث لرسول الله قبلكم وذحل له لديكم ، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب جدي وبنيه عترة النبي الطيبين الأخيار ، وافتخر بذلك مفتخر فقال: نحن قتلنا علياً وبني علي ... بسيوف هندية ورماح
وسبينا نساءهم سبي ترك ... ونطحناهم فأي نطاح !
بفيك أيها القائل الكثكث ولك الإثلب ! افتخرت بقتل قوم زكاهم الله وطهرهم وأذهب عنهم الرجس ، فاكظم واقع كما أقعى أبوك وإنما لكل امرئ ما قدمت يداه ! حسدتمونا ، ويلاً لكم ، على ما فضلنا الله:
فما ذنبنا أن جاش دهر بحورنا وبحرك ساجٍ لا يواري الدعامصا
ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ.. وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ !
قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء وقالوا: حسبك يا بنت الطيبين ، فقد أحرقت قلوبنا وأنضجت نحورنا وأضرمت أجوافنا ! فسكتت ). (الإحتجاج:2/27) .
جواهر التاريخ 4 / للشيخ : علي الكوراني
عن زيد بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه قال: خطبت فاطمة الصغرى بعد أن وردت من كربلا ، فقالت:
الحمد لله عدد الرمل والحصى ، وزنة العرش إلى الثرى ، أحمده وأومن به وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن أولاده ذبحوا بشط الفرات من غير ذِحل ولا تِرات ، اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب وأن أقول خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصيه علي بن أبي طالب المسلوب حقه المقتول من غير ذنب ، كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله ، وبها معشرٌ مسلمةٌ بألسنتهم ، تعساً لرؤوسهم ، ما دفعت عنه ضيماً في حياته ولا عند مماته ، حتى قبضته إليك محمود النقيبة طيب الضريبة ، معروف المناقب مشهور المذاهب ، لم تأخذه فيك لومة لائم ولا عذل عاذل ، هديته يا رب للإسلام صغيراً وحمدت مناقبه كبيراً ، ولم يزل ناصحاً لك ولرسولك صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك زاهداً في الدنيا غير حريص عليها ، راغباً في الآخرة مجاهداً لك في سبيلك، رضيته فاخترته وهديته إلى طريق مستقيم .
أما بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل المكر والغدر والخيلاء ، إنا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا ، فجعل بلاءنا حسناً وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا ، فنحن عيبة علمه ووعاء فهمه وحكمه ، وحجته في الأرض في بلاده لعباده ، أكرمنا الله بكرامته ، وفضلنا بنبيه على كثير من خلقه تفضيلاً ، فكذبتمونا وكفرتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً ، كأنا أولاد الترك أو كابل !
كما قتلتم جدنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم !
قرَّت بذلك عيونكم وفرحت به قلوبكم ، اجتراءً منكم على الله ، ومكراً مكرتم ، والله خير الماكرين ، فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا ، فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة ، والرزايا العظيمة في كتاب مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ . لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ .
تباً لكم ! فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم ، وتواترت من السماء نقمات فيُسْحتكم بما كسبتم ويذيق بعضكم بأس بعض ، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا ، ألا لعنة الله على الظالمين .
ويلكم أتدرون أية يد طاعنتنا منكم ، أو أية نفس نزعت إلى قتالنا ، أم بأية رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا ؟ قست قلوبكم وغلظت أكبادكم ، وطبع على أفئدتكم ، وختم على سمعكم وبصركم ، وسوَّل لكم الشيطان وأملى لكم وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون .
تبّاً لكم يا أهل الكوفة ! كم تراث لرسول الله قبلكم وذحل له لديكم ، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب جدي وبنيه عترة النبي الطيبين الأخيار ، وافتخر بذلك مفتخر فقال: نحن قتلنا علياً وبني علي ... بسيوف هندية ورماح
وسبينا نساءهم سبي ترك ... ونطحناهم فأي نطاح !
بفيك أيها القائل الكثكث ولك الإثلب ! افتخرت بقتل قوم زكاهم الله وطهرهم وأذهب عنهم الرجس ، فاكظم واقع كما أقعى أبوك وإنما لكل امرئ ما قدمت يداه ! حسدتمونا ، ويلاً لكم ، على ما فضلنا الله:
فما ذنبنا أن جاش دهر بحورنا وبحرك ساجٍ لا يواري الدعامصا
ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ.. وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ !
قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء وقالوا: حسبك يا بنت الطيبين ، فقد أحرقت قلوبنا وأنضجت نحورنا وأضرمت أجوافنا ! فسكتت ). (الإحتجاج:2/27) .
جواهر التاريخ 4 / للشيخ : علي الكوراني
عبد الله العروس- أعروسي(ة) مميز(ة)
- عدد المساهمات : 226
العمل/المهنة : باحث في نسب بني العروس -امين نسب السادةالكروشات- معتمد نقابة السادة الاشراف في الاهواز
رد: الخطب التي هزت عرش يزيد بعد واقعة الطف2
اسأل الله ان يجعل هذا الجهد في ميزان حسانتك
كامل العروس- أعروسي(ة) مهتم(ة)
- عدد المساهمات : 77
العمر : 62
العمل/المهنة : مهندس زراعي متفاعد
رد: الخطب التي هزت عرش يزيد بعد واقعة الطف2
شكرا سيدي كامل ابواحمد العروس لمرورك الكريم
عبد الله العروس- أعروسي(ة) مميز(ة)
- عدد المساهمات : 226
العمل/المهنة : باحث في نسب بني العروس -امين نسب السادةالكروشات- معتمد نقابة السادة الاشراف في الاهواز
مواضيع مماثلة
» الخطب التي هزت عرش يزيد بعد واقعة الطف1
» الخطب التي هزت عرش يزيد بعد واقعة الطف3
» أسماء السنوات التي وثقها العروسيون بالأحداث التي واجهوها
» ...الجرح يزيد,,,ولا يحتمل المزيد
» معركة تيسلاتين
» الخطب التي هزت عرش يزيد بعد واقعة الطف3
» أسماء السنوات التي وثقها العروسيون بالأحداث التي واجهوها
» ...الجرح يزيد,,,ولا يحتمل المزيد
» معركة تيسلاتين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى