وفاء الاصدقاء
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وفاء الاصدقاء
لنستمع هذه القصة القصيرة
ونعتبر منها
":":":":":":":":"
قال الجنديّ لرئيسه :
“صديقي لم يعد من ساحة المعركة سيدي,
أطلب منكم السماح لي بالذهاب والبحث عنه.".
قال الرئيس :
”الإذن مرفوض"!!,
“لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنّه قد مات".
ذهب الجندي, دون أن يعطي أهميّة لرفض رئيسه,
وبعد ساعة عاد وهو مصاب بجرحٍ مميت حاملاً جثة صديقه.
كان الرئيس معتزاً بنفسه فقال:
”لقد قلت لك أنّه قد مات!قل لي أكان يستحق منك
كل هذه المخاطرة للعثور على جثّة!؟!”
أجاب الجنديّ محتضراً:
”بكل تأكيد سيدي!
عندما وجدته كان لا يزال حياً وأستطاع
أن يقول لي: كنت واثقاً بأنّك
ستأتي!"
الصديق
هو الذي يأتيك دائما ًحتى عندما يتخلى الجميع عنك
مع تحياتي اختكم صحراوية عروسية واعتز
ونعتبر منها
":":":":":":":":"
قال الجنديّ لرئيسه :
“صديقي لم يعد من ساحة المعركة سيدي,
أطلب منكم السماح لي بالذهاب والبحث عنه.".
قال الرئيس :
”الإذن مرفوض"!!,
“لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنّه قد مات".
ذهب الجندي, دون أن يعطي أهميّة لرفض رئيسه,
وبعد ساعة عاد وهو مصاب بجرحٍ مميت حاملاً جثة صديقه.
كان الرئيس معتزاً بنفسه فقال:
”لقد قلت لك أنّه قد مات!قل لي أكان يستحق منك
كل هذه المخاطرة للعثور على جثّة!؟!”
أجاب الجنديّ محتضراً:
”بكل تأكيد سيدي!
عندما وجدته كان لا يزال حياً وأستطاع
أن يقول لي: كنت واثقاً بأنّك
ستأتي!"
الصديق
هو الذي يأتيك دائما ًحتى عندما يتخلى الجميع عنك
مع تحياتي اختكم صحراوية عروسية واعتز
صحراوية عروسية واعتز- أعروسي(ة) مميز(ة)
-
عدد المساهمات : 293
العمر : 38
الموقع : ma-vie-1986@live.fr
رد: وفاء الاصدقاء
الصدیق من صدقک
ابراهیم ابن العروس- أعروسي(ة) مسيطر(ة)
- عدد المساهمات : 755
العمر : 58
الموقع : الاهواز
العمل/المهنة : مدرس تاریخ وجغرافیا
رد: وفاء الاصدقاء
قصة معبرة٠٠٠ولا اروع
الصديق وقت الضيق
الصديق وقت الضيق
المهتمة- أعروسي(ة) كامل(ة)
-
عدد المساهمات : 1141
العمر : 36
الموقع : www.jamalooki.blogsport.com
رد: وفاء الاصدقاء
عندنا مثل فی الاهواز الصدیق من یبچیک(یبکیک)مو الی یضحکک
ابراهیم ابن العروس- أعروسي(ة) مسيطر(ة)
- عدد المساهمات : 755
العمر : 58
الموقع : الاهواز
العمل/المهنة : مدرس تاریخ وجغرافیا
رد: وفاء الاصدقاء
حتى نحن صحراوين عندنا مثل
مثل المثل الذي قولت
نقول فيه
(اسمع راي لمبحكينك ولاتسمع راي لمضحكينك)
معناه نفس المعنى الذي قولت اخي ابراهيم
مع تحياتي اختك صحراوية عروسية واعتز :
مثل المثل الذي قولت
نقول فيه
(اسمع راي لمبحكينك ولاتسمع راي لمضحكينك)
معناه نفس المعنى الذي قولت اخي ابراهيم
مع تحياتي اختك صحراوية عروسية واعتز :
صحراوية عروسية واعتز- أعروسي(ة) مميز(ة)
-
عدد المساهمات : 293
العمر : 38
الموقع : ma-vie-1986@live.fr
رد: وفاء الاصدقاء
افتخر ب ان عندی اخوات مثلکن فی وطن العربی مثل الاخت صحراویه ،للافاطمه اکماش و المهتمه الذی بحق و حقیقه انها مهتمه بامور المنتدی
ابراهیم ابن العروس- أعروسي(ة) مسيطر(ة)
- عدد المساهمات : 755
العمر : 58
الموقع : الاهواز
العمل/المهنة : مدرس تاریخ وجغرافیا
رد: وفاء الاصدقاء
شكرا اخي ابراهيم ابن العروس
وانا لي شرف ان تكون انت اخي
ونعتز باخوتك واهلا بيك بيناااااااا
بين ابناء عمك
مع تحياتي اختك صحراوية عروسية واعتز
وانا لي شرف ان تكون انت اخي
ونعتز باخوتك واهلا بيك بيناااااااا
بين ابناء عمك
مع تحياتي اختك صحراوية عروسية واعتز
صحراوية عروسية واعتز- أعروسي(ة) مميز(ة)
-
عدد المساهمات : 293
العمر : 38
الموقع : ma-vie-1986@live.fr
رد: وفاء الاصدقاء
alf choker akhi ibrahim hada charaf li
i7tiramati
i7tiramati
المهتمة- أعروسي(ة) كامل(ة)
-
عدد المساهمات : 1141
العمر : 36
الموقع : www.jamalooki.blogsport.com
رد: وفاء الاصدقاء
لا ش کر علی واجب
ابراهیم ابن العروس- أعروسي(ة) مسيطر(ة)
- عدد المساهمات : 755
العمر : 58
الموقع : الاهواز
العمل/المهنة : مدرس تاریخ وجغرافیا
رد: وفاء الاصدقاء
كان هناك احد الاشخاص ويدعى ابو ابراهيم يروى قصته فقال كنت أمشي في صحراء .. فضللت الطريق .. فوقفت على خيمة قديمة ..فنظرت فيها فإذا رجل جالس على الأرض .. بكل هدوء ..وإذا هو قد قطعت يداه .. وإذا هو أعمى .. وليس عنده أحد من أهل بيته.. رأيته يتمتم بكلمات ..
اقتربت منه وإذاهو يردد قائلاً : الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ..
الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ..
فعجبت من كلامه وجعلت أنظر إلى حاله ..
فإذا هو قد ذهبت أكثر حواسه .. وإذا هو مقطوع اليدين .. أعمى العينين ..
وإذا هو لا يملك لنفسه شيئاً ..
نظرت حوله .. أبحث عن ولد يخدمه .. أو زوجة تؤانسه .. لم أر أحداً ..
أقبلت إليه أمضي .. شعر بحركتي ..
فسأل : من ؟ من؟قلت : السلام عليكم .. أنا رجل ضللت الطريق .. ووقفت على خيمتك ..
وأنت الذي من أنت ؟ ولماذا تسكن وحدك في هذا المكان ؟ أين أهلك ؟ ولدك؟ أقاربك ؟فقال : أنا رجل مريض .. وقد تركني الناس .. وتوفي أكثر أهلي ..
قلت : لكني سمعتك تردد
"الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ..!!"
فبالله عليك ! فضلك بماذا ؟!! وأنت أعمى .. فقير .. مقطوع اليدين .. وحيد..
فقال : سأحدثك عن ذلك .. ولكن سأطلب منك حاجة .. أتقضيها لي ؟قلت : أجبني .. وأقضي حاجتك ..
فقال : أنت تراني قد ابتلاني الله بأنواع من البلاء .. ولكن "الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً" ..
أليس الله قدأعطاني عقلاً ؟ أفهم به .. وأتصرف وأفكر ..
قلت : بلى ..
قال : فكم يوجد من الناس مجانين ؟قلت : كثييييير ..
قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً ..
أليس الله قد أعطاني سمعاً ؟ أسمع به أذان الصلاة .. وأعقل به الكلام .. وأعلم ما يدور حولي ؟ قلت : بلى ..
قال : فكم يوجدمن الناس .. صمٌ لا يسمعون ؟قلت : كثيييير ..
قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً ..
أليس الله قد أعطاني لساناً ؟ أذكر به ربي .. وأبين به حاجتي ..
قلت : بلى ..
قال : فكم يوجدمن الناس بكمٌ .. لا يتكلمون ؟قلت : كثيييير ..
قال : فالحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً ..
أليس الله قد جعلني مسلماً .. أعبد ربي .. وأحتسب عنده أجري .. وأصبرعلى مصيبتي ؟؟قلت : بلى ..
قال : فكم يوجد من الناس من عباد الأصنام والصلبان .. وهم مرضى .. قدخسروا الدنيا والآخرة ..؟!!
قلت : كثيييير ..
قال : فالحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً ..
ومضى الشيخ يعدد نعم الله عليه ..
وأنا أزداد عجباًمن قوة إيمانه .. وشدة يقينه .. ورضاه بما أعطاه الله ..
كم من المرض ىغيره .. ممن لم يبتلوا ولا بربع بلائه ..ممن شلهم المرض .. أو فقدوا أسماعهم أوأبصارهم ..أو فقدوا بعض أعضائهم ..ويعتبرون أصحاء لو قارناهم به ..
ومع ذلك .. عندهم من الجزع والتشكي .. والعويل والبكاء ..
بل وضعف الصبر وقلة اليقين بالأجر .. ما لو قسم على أمة لوسعهم ..
سبحت بتفكيري بعيييداً .. ولم يقطعه علي إلا قول الشيخ ..
هاه ..!! أأذكر حاجتي ..؟ هل تقضيها .. ؟قلت : نعم .. ماحاجتك ؟!
فخفض رأسه قليلاً .. ثم رفعه وهو يغص بعبرته وقال :
لم يبق معي منأهلي إلا غلام لي .. عمره أربع عشرة سنة ..
هو الذي يطعمني ويسقيني .. ويوضئني .. ويقوم على كل شأني ..
وقد خرج البارحةيلتمس لي طعاماً .. ولم يرجع إلى الآن .. ولا أدري .. أهو حي يُرجى .. أم ميت ينسى ..
وأنا كما ترى .. شيخ كبير أعمى .. لا أستطيع البحث عنه ..
فسألته عن وصف الغلام .. فأخبرني ..فوعدته خيراً ..
ثم خرجت من عنده .. وأنا لا أدري كيف أبحث عن الغلام .. وإلى أي جهةأتوجه ؟!
فبينما أنا أسير .. ألتمس أحداً من الناس أسأله عنه ..
إذ لفت نظريقريباً من خيمة الشيخ جبل صغير .. عليه سرب غربان قد اجتمعت على شيء ..
فوقع في نفسي أنها لم تجتمع إلا على جيفة أو طعام منثور ..
فصعدت الجبل .. وأقبلت إلى تلك الطيور فتفرقت ..
فلما نظرت إلى مكان تجمعها .. فإذا الغلام الصغير ميت مقطع الجسد ..
وكأن ذئباً قد عدا عليه .. وأكله ثم ترك باقيه للطيور ..
لم أحزن على الغلام بقدر حزني على الشيخ ..
نزلت من الجبل .. أجر خطاي .. وأنا بين حزن وحيرة ..
هل أذهب وأترك الشيخ يواجه مصيره وحده .. أم أرجع إليه وأحدثه بخير ولده ..؟!
توجهت نحو خيمة الشيخ .. بدأت أسمع تبيحه وتهليله ..
كنت متحيراً .. ماذا أقول .. وبماذا أبدأ ..
مرّ في ذاكرتي قصة نبي الله أيوب عليه السلام ..فدخلت على الشيخ ..
وجدته كسيراً كماتركته ..سلمت عليه .. كان المسكين متلهفاً لرؤية ولده ..
بادرني قائلاً : أين الغلام ..
قلت : أجبني أولاً .. أيهما أحب إلى الله تعالى أنت أم أيوب عليه السلام؟قال : بل أيوب عليه السلام أحب إلى الله ..
قلت : فأيكماأعظم بلاءً .. أنت أم أيوب عليه السلام ؟قال : بل أيوب ..
قلت إذن فاحتسب ولدك عند الله ..
قد وجدته ميتاًفي سفح الجبل .. وقد عدت الذئاب على جثته فأكلته .
.فشهق الشيخ .. ثم شهق .. وجعل يردد .. لا إله إلا الله ..
وأنا أخفف عنه وأصبره ..ثم اشتد شهيقه .. حتى انكببت عليه ألقنه الشهادة ..
ثم مات بين يدي ..غطيته بلحاف كان تحته ..
ثم خرجت أبحث عنأحد يساعدني في القيام بشأنه ..
فرأيت ثلاثة رجال على دوابهم .. كأنهم مسافرين .. فدعوتهم .. فأقبلوا إليّ ..
فقلت : هل لكم فيأجر ساقه الله إليكم .. هنا رجل من المسلمين مات ..
وليس عنده منيقوم به .. هل لكم أن نتعاون على تغسيله وتكفينه ودفنه ..
قالوا : نعم ..
فدخلوا إلى الخيمة وأقبلوا عليه ليحملوه .. فلما كشفوا عن وجهه ..
تصايحوا : أبو قلابة .. أبو قلابة ..
وإذا أبو قلابة .. شيخ من علمائهم .. دار عليه الزمان دورته ..
وتكالبت عليهالبلايا .. حتى انفرد عن الناس في خيمة بالية ..
قمنا بواجبه علينا .. ودفناه .. وارتحلت معهم إلى المدينة ..
فلما نمت تلك الليلة .. رأيت أبا قلابة في هيئة حسنة .. عليه ثياب بيض ..
وقد اكتملت صورته .. وهو يتمشى في أرض خضراء ..
سألته : يا أباقلابة .. ما صيرك إلى ما أرى ؟!
فقال : قد أدخلني ربي الجنة .. وقيل لي فيها
( سلام عليكم بماصبرتم فنعم عقبى الدار ) .
اقتربت منه وإذاهو يردد قائلاً : الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ..
الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ..
فعجبت من كلامه وجعلت أنظر إلى حاله ..
فإذا هو قد ذهبت أكثر حواسه .. وإذا هو مقطوع اليدين .. أعمى العينين ..
وإذا هو لا يملك لنفسه شيئاً ..
نظرت حوله .. أبحث عن ولد يخدمه .. أو زوجة تؤانسه .. لم أر أحداً ..
أقبلت إليه أمضي .. شعر بحركتي ..
فسأل : من ؟ من؟قلت : السلام عليكم .. أنا رجل ضللت الطريق .. ووقفت على خيمتك ..
وأنت الذي من أنت ؟ ولماذا تسكن وحدك في هذا المكان ؟ أين أهلك ؟ ولدك؟ أقاربك ؟فقال : أنا رجل مريض .. وقد تركني الناس .. وتوفي أكثر أهلي ..
قلت : لكني سمعتك تردد
"الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ..!!"
فبالله عليك ! فضلك بماذا ؟!! وأنت أعمى .. فقير .. مقطوع اليدين .. وحيد..
فقال : سأحدثك عن ذلك .. ولكن سأطلب منك حاجة .. أتقضيها لي ؟قلت : أجبني .. وأقضي حاجتك ..
فقال : أنت تراني قد ابتلاني الله بأنواع من البلاء .. ولكن "الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً" ..
أليس الله قدأعطاني عقلاً ؟ أفهم به .. وأتصرف وأفكر ..
قلت : بلى ..
قال : فكم يوجد من الناس مجانين ؟قلت : كثييييير ..
قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً ..
أليس الله قد أعطاني سمعاً ؟ أسمع به أذان الصلاة .. وأعقل به الكلام .. وأعلم ما يدور حولي ؟ قلت : بلى ..
قال : فكم يوجدمن الناس .. صمٌ لا يسمعون ؟قلت : كثيييير ..
قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً ..
أليس الله قد أعطاني لساناً ؟ أذكر به ربي .. وأبين به حاجتي ..
قلت : بلى ..
قال : فكم يوجدمن الناس بكمٌ .. لا يتكلمون ؟قلت : كثيييير ..
قال : فالحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً ..
أليس الله قد جعلني مسلماً .. أعبد ربي .. وأحتسب عنده أجري .. وأصبرعلى مصيبتي ؟؟قلت : بلى ..
قال : فكم يوجد من الناس من عباد الأصنام والصلبان .. وهم مرضى .. قدخسروا الدنيا والآخرة ..؟!!
قلت : كثيييير ..
قال : فالحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً ..
ومضى الشيخ يعدد نعم الله عليه ..
وأنا أزداد عجباًمن قوة إيمانه .. وشدة يقينه .. ورضاه بما أعطاه الله ..
كم من المرض ىغيره .. ممن لم يبتلوا ولا بربع بلائه ..ممن شلهم المرض .. أو فقدوا أسماعهم أوأبصارهم ..أو فقدوا بعض أعضائهم ..ويعتبرون أصحاء لو قارناهم به ..
ومع ذلك .. عندهم من الجزع والتشكي .. والعويل والبكاء ..
بل وضعف الصبر وقلة اليقين بالأجر .. ما لو قسم على أمة لوسعهم ..
سبحت بتفكيري بعيييداً .. ولم يقطعه علي إلا قول الشيخ ..
هاه ..!! أأذكر حاجتي ..؟ هل تقضيها .. ؟قلت : نعم .. ماحاجتك ؟!
فخفض رأسه قليلاً .. ثم رفعه وهو يغص بعبرته وقال :
لم يبق معي منأهلي إلا غلام لي .. عمره أربع عشرة سنة ..
هو الذي يطعمني ويسقيني .. ويوضئني .. ويقوم على كل شأني ..
وقد خرج البارحةيلتمس لي طعاماً .. ولم يرجع إلى الآن .. ولا أدري .. أهو حي يُرجى .. أم ميت ينسى ..
وأنا كما ترى .. شيخ كبير أعمى .. لا أستطيع البحث عنه ..
فسألته عن وصف الغلام .. فأخبرني ..فوعدته خيراً ..
ثم خرجت من عنده .. وأنا لا أدري كيف أبحث عن الغلام .. وإلى أي جهةأتوجه ؟!
فبينما أنا أسير .. ألتمس أحداً من الناس أسأله عنه ..
إذ لفت نظريقريباً من خيمة الشيخ جبل صغير .. عليه سرب غربان قد اجتمعت على شيء ..
فوقع في نفسي أنها لم تجتمع إلا على جيفة أو طعام منثور ..
فصعدت الجبل .. وأقبلت إلى تلك الطيور فتفرقت ..
فلما نظرت إلى مكان تجمعها .. فإذا الغلام الصغير ميت مقطع الجسد ..
وكأن ذئباً قد عدا عليه .. وأكله ثم ترك باقيه للطيور ..
لم أحزن على الغلام بقدر حزني على الشيخ ..
نزلت من الجبل .. أجر خطاي .. وأنا بين حزن وحيرة ..
هل أذهب وأترك الشيخ يواجه مصيره وحده .. أم أرجع إليه وأحدثه بخير ولده ..؟!
توجهت نحو خيمة الشيخ .. بدأت أسمع تبيحه وتهليله ..
كنت متحيراً .. ماذا أقول .. وبماذا أبدأ ..
مرّ في ذاكرتي قصة نبي الله أيوب عليه السلام ..فدخلت على الشيخ ..
وجدته كسيراً كماتركته ..سلمت عليه .. كان المسكين متلهفاً لرؤية ولده ..
بادرني قائلاً : أين الغلام ..
قلت : أجبني أولاً .. أيهما أحب إلى الله تعالى أنت أم أيوب عليه السلام؟قال : بل أيوب عليه السلام أحب إلى الله ..
قلت : فأيكماأعظم بلاءً .. أنت أم أيوب عليه السلام ؟قال : بل أيوب ..
قلت إذن فاحتسب ولدك عند الله ..
قد وجدته ميتاًفي سفح الجبل .. وقد عدت الذئاب على جثته فأكلته .
.فشهق الشيخ .. ثم شهق .. وجعل يردد .. لا إله إلا الله ..
وأنا أخفف عنه وأصبره ..ثم اشتد شهيقه .. حتى انكببت عليه ألقنه الشهادة ..
ثم مات بين يدي ..غطيته بلحاف كان تحته ..
ثم خرجت أبحث عنأحد يساعدني في القيام بشأنه ..
فرأيت ثلاثة رجال على دوابهم .. كأنهم مسافرين .. فدعوتهم .. فأقبلوا إليّ ..
فقلت : هل لكم فيأجر ساقه الله إليكم .. هنا رجل من المسلمين مات ..
وليس عنده منيقوم به .. هل لكم أن نتعاون على تغسيله وتكفينه ودفنه ..
قالوا : نعم ..
فدخلوا إلى الخيمة وأقبلوا عليه ليحملوه .. فلما كشفوا عن وجهه ..
تصايحوا : أبو قلابة .. أبو قلابة ..
وإذا أبو قلابة .. شيخ من علمائهم .. دار عليه الزمان دورته ..
وتكالبت عليهالبلايا .. حتى انفرد عن الناس في خيمة بالية ..
قمنا بواجبه علينا .. ودفناه .. وارتحلت معهم إلى المدينة ..
فلما نمت تلك الليلة .. رأيت أبا قلابة في هيئة حسنة .. عليه ثياب بيض ..
وقد اكتملت صورته .. وهو يتمشى في أرض خضراء ..
سألته : يا أباقلابة .. ما صيرك إلى ما أرى ؟!
فقال : قد أدخلني ربي الجنة .. وقيل لي فيها
( سلام عليكم بماصبرتم فنعم عقبى الدار ) .
ابراهیم ابن العروس- أعروسي(ة) مسيطر(ة)
- عدد المساهمات : 755
العمر : 58
الموقع : الاهواز
العمل/المهنة : مدرس تاریخ وجغرافیا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى