منتديات الأشراف العروسيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تأملـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــووووووووواااااا 7

اذهب الى الأسفل

تأملـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــووووووووواااااا 7  Empty تأملـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــووووووووواااااا 7

مُساهمة من طرف Lahmayd boumahdi الخميس 19 مايو 2011, 9:22 am

بماذا نتفكّر عندما نقرأ في المجلات العلمية أن حجر بناء المادة هو الذرة؟

ما لم يتفكر الانسان بالأشياء التي يعرفها، فإنه لن يستطيع أن يدرك دقائقها، ولا أن يفهم ماهية هذا المحيط الاستثنائي الذي يعيش فيه.

ولهذا الاعتبار فإن المؤمن يتفكر باستمرار في الأحداث والكائنات الحية التي خلقها الله، ومع أن هذه الأمور قد تكون معروفة لدى الكثير من الناس، إلا أن المؤمن من خلال تفكّره فيها يكون قادراً على استخلاص نتائج مختلفة عما يصل اليه الآخرون.

فعلى سبيل المثال من المعروف حيداً أن المكوّن الأساس لكل ما في الكون من كائنات حية وجماد هو الذرّة. فكل الناس يعلمون أن الكتاب الذي يقرأون فيه والكنبة التي يجلسون عليها والماء الذي يشسربونه وكل الأشياء التي يرونها حولهم مكوّنة من ذرّات. ولكن فقط ذوي الضمائر الحيّة يفكرون أبعد من ذلك ويشهدون على قوة الله العظيمة.

فعندما يرى مثل هؤلاء الأشخاص تقارير حول هذا الموضوع يفكرون بالتالي: الذرات مخلوقات جامدة فكيف يمكن لمادة جامدة أن تتجمع لتكوّن إنساناً متحركاً قادراً على الرؤية والسمع وتفسير ما يسمعه والاستمتاع بالموسيقى التي يسمعها والتفكير واتخاذ القرارات، والحزن والفرح؟ وكيف يقدر الانسان على اكتساب مثل هذه السمات التي تميّزه عن غيره مما يتكوّن من الذرات؟

بالتأكيد ان الذرات الجامدة غير المدركة لا يمكن أن تعطي الانسان هذه الخصائص. فمن الواضح أن الله هو الذي خلق الانسان بروح قد وهبت كل هذه الخصائص، وهذا يذكّرنا بقوله تعالى:? الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. ثم سوّاه فنفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون?]السجدة:7-9[

بعض الحقائق التي يصل إليها الإنسان عبر التفكر العميق

هل تفكرت يوماً في كون كل شيء مسخّر للإنسان وحده؟

عندما يبحث المؤمن في كل ما في الكون من أنظمة وكل ما فيه من كائنات حيّة وجماد بعينٍ يقظة، يرى أنها كلها مسخّرة للإنسان، ويفهم أنه ليس في الوجود شيء جاء بمحض الصدفة، بل خلق الله كل شيء بإتقان لخدمة الإنسان.

فمثلاً يتنفس الإنسان كل الوقت دون بذل جهد، فالهواء الذي يستنشقه لا يحرق مجرى تنفسه ولا يصيبه الدوار ولا يسبب له أوجاعاً في الرأس، فنسب الغازات في الهواء ملائمة لجسم الإنسان. ومن يتفكر في هذه الأمور يتذكر نقطة أخرى هامة جداً، فلو كان تركز الأوكسيجين في الهواء أكثر قليلاً أو أقل قليلاً فما هو عليه لاختفت الحياة في الحالتين. فيتذكر عندها الأوقات العصيبة التي قضاها في الأماكن الخالية من الهواء الطلق. وفيما يتابع المؤمن التفكر في هذا الموضوع فإنه يشكر الله باستمرار لأنه يدرك بأن الغلاف الجوي للأرض كان يمكن ان يتألف مما تألفت به الغلافات الجوية لباقي الكواكب، ولكن الأمر ليس كذلك فالغلاف الجوي للأرض مخلوق بتوازن كامل وبترتيب يسمح للبلايين من الناس التنفس دون جهد.

ومن يستمر في التفكر في الكوكب الذي يعيش فيه، يفكر كم أن الماء الذي خلقه الله مهم لحياة الإنسان فيرد على ذهنه كون الناس بشكل عام يفهمون أهمية الماء فقط عندما يحرمون منه لفترة طويلة. فالماء مادة نحتاجها في كل لحظة من حياتنا. فعلى سبيل المثال، هناك كمية معتبرة من خلايا جسمنا ومن الدم الذي يصل إلى جميع أنحاء الجسم مكونة من الماء. ولو لم تكن كذلك فإن سيلان الدم سوف يقل ويصبح جريانه في العروق صعباً جداً. وسيلان الماء مهم ليس لأجسامنا فقط ولكن للنباتات أيضاً، حيث ان الماء يصل إلى أبعد أطراف اوراق الاشجار عبر المرور بأوعيتها الشبيهة بالخيوط.

كما ان كمية المياه الكبيرة في البحار هي التي تجعل أرضنا مأهولة. فلو أن نسبة البحار إلى اليابسة في الأرض كانت أصغر لتحولت اليابسة الى صحارى ولاستحالت الحياة.

والإنسان الحيّ الضمير الذي يتفكر في هذه الأمور مقتنع كلياً بأن إيجاد هذا التوازن الكامل على الأرض بالتأكيد ليس صدفة. وملاحظة كل هذا والتفكر فيه يظهر ان الله العظيم ومالك القدرة الأبدية خلق كل شيء لهدف.

بالاضافة إلى ذلك يتذكر هذا الإنسان ان هذه الأمثلة التي يتفكّر فيها هي غيض من فيض، وفعلاً من المستحيل إحصاء الأمثلة فيما يتعلّق بالتوازن الدقيق على الأرض، ومع ذلك فإن الإنسان الذي يتفكر يستطيع ملاحظة النظام والكمال والتوازن المنتشرفي كل زاوية من زوايا الكون وبالتالي يمكنه الوصول إلى خلاصة مفادها ان الله سخّر كل شيء للإنسان. ويذكر الله تعالى هذه الحقائق في القرآن الكريم بقوله:?وسخّر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون? ]الجاثية:13[

بماذا يجعلنا الخلود نتفكّر؟

كل منا مطّلع على مفهم الخلود، ولكن هل تفكّرتم فيه يوماً؟

الخلود من أهم الموضوعات التي يتفكر فيها من يؤمن بالله. فخلق الله للحياة الأبدية في الجنة والنار موضوع مهم يحتاج كل واحد منا أن يتفكر فيه، ومن يفعل ذلك تدور في خلده الأمور التالية: الطبيعة الأبدية للجنة من أعظم النعم والمكافآت التي تمنح في الحياة بعد الموت، فإذا كان من الممكن أن يعيش الانسان في هذه الحياة الدنيا مائة عام، فإن الحياة الرائعة في الجنة لا تنتهي أبداً، فهي غير محدودة بزمن، فبالمقارنة مع بلايين يلايين العصور تبدو هذه البلايين قصيرة بالنسبة لها.

من يتذكر هذه الأمور يلاحظ أنه من الصعوبة بمكان أن يحيط الانسان بماهية الخلود، ويمكن لهذا المثال ان يوضح الموضوع: إذا كان هناك بلايين بلايين الناس استمروا في التوالد على مدى بلايين بلايين العصور بنفس الوتيرة ليلاً نهاراً وإذا عاش كل واحد منهم بلايين بلايين السنوات الى منتهاها فإن الرقم الذي سيصلون اليه بمجموعه يبقى صفراً بالنسبة الى الرقم الذي سيعيشونه في الحياة الأبدية.

ومن يتفكر بهذا يصل الى النتائج التالية: إن الله عنده علم عظيم، فما هو أبدي بالنسبة للإنسان قد انتهى بالنسبة اليه، وكل الأحداث التي وقعت من اللحظة الأولى لبداية الزمان الى نهايته، بكل أشكالها وأزمنتها، فإنها قد حدثت وانتهت بعلم الله تعالى.

وبنفس الطريقة يجب أن يفكر المرء بأن جهنم هي المكان الذي سيخلد فيه الكافرون الى الأبد، وفيها أنواع العذاب المختلفة والكربات، حيث سيكون الكافرون عرضة لعذاب جسدي وروحي لا ينقطع ولا يتوقف ولا يعطى المعذّب أي وقت لينام أو يرتاح. ولو كان هناك نهاية للحياة في جهنم لكان هناك أمل لأصحاب النار حتى لو كانت هذه الراحة بعد بلايين بلايين السنين، ولكنهم يجزون بالعذاب الأبدي على شركهم بالله وكفرهم.?والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون? ]الأعراف:36[

من المهم جداً أن يحاول كل فرد فهم موضوع الخلود من خلال التفكر فيه، فإن هذا يزيد من سعيه الى الآخرة ويعزز فيه الخوف والرجاء معاً، ففيما يخلف من العذاب الأبدي فإنه يتعلق بالرجاء بدخول الجنة والنعيم المقيم.

بماذا تجعلنا الأحلام نتفكّر؟

الإنسان الذي يتفكر يرى غايات مهمة كامنة وراء وجود الأحلام. فهو يتفكر كم تبدو الأحلام التي يراها خلال نومه واقعية، حيث لا تختلف من هذه الناحية عن لحظات اليقظة. فعلى الرغم من أن الجسم يكون في حالة استلقاء على السرير، فإن الانسان يمضي في منامه في رحلات عمل، ويلتقي أشخاصاً لم يلتق بهم من قبل، ويتناول طعام الغداء وهو يستمع الى الموسيقى، ويستمتع بنكهة طعامه، ويرقص على وقع الموسيقى، ويتحمس لما يقع من أحداث، ويفرح، ويحزن، ويخاف، ويتعب.. وقد يقود مركبة آلية لم يقدها من قبل، ودون أن يتقن فن القيادة أصلاً!

ومع أن جسده كان مستلقياً بلا حراك، وعيناه مغمضتان فإنه رأى صوراً متعددة في الأماكن التي رآها في منامه، ومع أن الغرفة كانت خالية فإنه سمع أصواتاً، مما يعني أن الذي أبصر لم تكونا العينين، وأن الذي سمع لم تكونا الأذنين، فكل شيء حدث في ذهنه، ومع ذلك كان كل شيء يبدو واقعياً وكأن كل هذه الانطباعات الذهنية لها شكل أصيل.

اذن ما الذي يشكل مثل هذه الصور التي لا اصل لها في العالم الخارجي، فالانسان لا يستطيع أن يشكّلها خلال نومه عن وعي وقصد، ولا دماغه يستطيع أن يولّد هذه الصور من تلقاء نفسه، فالدماغ عبارة عن كتلة من اللحم مكوّنة من جزئيات بروتينية، ومن غير المنطقي أبداً الادعاء بأن هذه المادة تستطيع تشكيل الصور بنفسها، أو تشكيل وجوه بشرية وأماكن وأصوات لم ترها أو تسمعها من قبل. فمن إذن يرينا هذه الصور في أحلامنا خلال فترة النوم؟

من يمعن التفكر في هذه الأسئلة سوف يرى الحقيقة الواضحة، وهي أن الله تعالى هو الذي يجعل الناس ينامون فيتوفى أنفسهم عندها، ثم يعيدها اليهم عندما يستيقظون، ويريهم الأحلام خلال نومهم.

ومن يعلم أن الله هو الذي يرينا الأحلام، فإنه يتفكر أيضاً بالغايات والأسباب الكامنة وراء خلقها، ففي أحلامه يكون الانسان واثقاً من الناس وما يمر به من أحداث وكأنه في حالة اليقظة، ولو أن أحدهم قال لنا:"إنكم تحلمون الآن، استيقظوا.." لما صدّقناه! ومن يدرك كل ذلك سوف يتساءل: من يستطيع الادّعاء أن هذه الحياة ليست فانية، وأنها ليست شبيهة بالحلم، وأنه كما نستيقظ من أحلامنا الآن، فإننا يوماً ما سنستيقظ من هذه الحياة لنرى مشاهد مختلفة تماماً.. هي مشاهد الآخرة.



الفصل الخامس

التفكر في آيات القرآن الكريم

القرآن الكريم آخر كتاب أنزله الله على عباده، وكل إنسان يعيش فوق هذه البسيطة ملزم بتعلّم القرآن وتنفيذ الأوامر المنزلة فيه. ومع أن معظم الناس يقرّون بأنه كتاب مقدس فإنهم لا يتدبّرون آياته، ولا يتفقّهون في ما نزل فيه، ولا يطبقون ما أمرهم الله به من خلاله ، فهم يكتفون بمعرفة القرآن من خلال المعلومات التي يحصّلونها من هنا وهناك، في حين أن أهمية تفكر الانسان في القرآن ومكانته أمر عظيم.

فقبل كل شيء، من يتدبر القرآن سيرغب في معرفة خالقه وخالق هذا الكون الذي يعيش فيه، من أعطاه الحياة عندما كان عدماً، وأنعم عليه بنعم وأمور جميلة لا تعدّ ولا تحصى، ليسلك السبيل الذي يرضيه سبحانه وتعالى. والقرآن الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلّم هو خير مرشد الى هذا السبيل. من أجل ذلك يحتاج الانسان الى معرفة الكتاب الذي أرسله الله والتفكر في كل آية من آياته حتى يميز الخبيث من الطيّب، وينفذ أوامر الله كما يحب سبحانه ويرضى.

ويذكر الله تبارك وتعالى الغاية من إنزال القرآن فيقول:? كتاب أنزلناه اليك كبارك ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولوا الألباب?]ص:29[

? كلا إنه تذكرة. فمن شاء ذكره. وما يذكرون إلا أن يشاء الله، هو أهل التقوى وأهل المغفرة? ]المدثّر54-56[

كثير من الناس يقرأون القرآن ولكنهم يغفلون عن أهم هدف من وراء القراءة، وهو تدبر كل آية، واستخلاص العبر والدروس منها، وتطويع سلوكنا وفقاً لما استخلصناه.. فمن يقرأ -مثلاً- قوله تعالى:?فإن مع العسر يسراً. إن مع العسر يسراً?] الشرح:5-6[ ويتدبر معناه سوف يفهم ان الله جعل لكل عسرٍ يسرأً، ولذلك فإنه لو مر بعسر فما عليه إلا أن يثق بأن الله سوف يجعل معه يسراً. وإذا كان هذا وعد من الله لنا فحريّ بنا أن ندرك أن اليأس والامتلاء بالهلع في اللحظات الصعبة إنما هو دليل على ضعفٍ في إيماننا، ولذلك يجب علينا بعد قراءة هاتين الآيتين وتدبّر معناهما، أن نكيّف تصرفاتنا بمقتضاهما طوال حياتنا.

وفي القرآن أيضاً يذكر الله قصصاً من حياة الرسل والأنبياء الذين عاشوا في الماضي، ليدرك الناس كيف كانت حياة وتصرفات وحديث من رضي الله عنهم، فيتخذهم قدوة. ويأمرنا الله تعالى أن نتفكّر في قصص هؤلاء الأنبياء ونستخلص منها العبر فيقول:

?لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب...?] يوسف:111[

?وفي موسى إذ أرسلناه الى فرعون بسلطان مبين?] الذاريات:38[

? فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين?] العنكبوت:15[ (النبي المشار اليه في هذه الآية هو نوح عليه السلام.)

كما أن في القرآن ذكر للأمم الغابرة، وأحوالهم والكوارث التي أنزلوها على أنفسهم. ومن الخطأ الجسيم قراءة الآيات المتعلقة بما حدث لهم من باب السرد التاريخي البحت، لأن الله تعالى أنزل هذه الآيات -كما غيرها- لنتدبّرها ونصلح أنفسنا من خلال الاتعاظ بما حل بهذه الأمم.

? ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدّكر?]القمر:51[

? وحملناه على ذات ألواح ودسر. تجري بأعيننا جزاءً لمن كان كفر. ولقد تركناها آية فهل من مدّكر. فكيف كان عذابي ونذر. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر?]القمر:13-17[

لقد أنزل الله القرآن هادياً للبشر، ولذلك فإن التفكر في آياته، والعيش بمقتضى ما في كل آية من دروس وتحذيرات هو السبيل الوحيد الى رحمة الله وقبوله لنا ودخول جنته.

إلام يدعو الله الناس للتفكر فيه من خلال القرآن الكريم؟

? ... وأنزلنا اليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل اليهم ولعلّهم يتفكّرون? ]النحل:44[

في هذه الآية الكريمة -كما في غيرها من الآيات- يدعو الله الناس الى التفكر. فالتفكر والتدبر، وإدراك الغايات الخفية، والإعجاز في خلق الله، عبادة بحد ذاتها. فكل موضوع نتفكر فيه يعيننا أكثر على فهم وتعظيم قدرة الله وعلمه وإبداعه، وغيرها من صفاته سبحانه وتعالى.

الله يدعو الإنسان الى التفكّر في خلقه

? ويقول الإنسان أءذا متّ لسوف أخرج حيّا. أولا يذكر الإنسان أنّا خلقناه من قبل ولم يك شيئا?]مريم:66-67[

ويدعو الناس الى التفكر في خلق الكون..

?إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآياتٍ لقوم يعقلون?[البقرة:164].

ويدعوهم الى التفكر بالطبيعة الفانية لهذه الحياة الدنيا

?إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فأختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازيينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس وكذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون?[يونس:24].

?أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون?[البقرة:266].

...والى التفكر في ما هم فيه من نعم ورحمات

?وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون?

?وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون?[الرعد:3و4].

ويدعو الانسان للتفكّر في أن هذا الكون كله مسخّر له

?وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون?[الجاثية:13].

?ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون. وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون. وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذّكّرون. وهو الذي سخر البحر لتأكلو منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حليةً تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون. وعلامات وبالنجم هم يهتدون أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تتذكرون?[النحل:11-17].

ويدعو الناس الى التفكر في أنفسهم

?أولم يتفكروا في أنفسهم...?[الروم:8].

ويدعوهم الى التفكر بالقيم والأعمال الصالحة

?ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصّاكم به لعلكم تذكرون?[الأنعام:152].

?إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون?[النحل:90].

?يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون?[النور:27].

والله يدعو الناس الى التفكر في الآخرة، والساعة ويوم الحساب.

?يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوءٍ تود لوأن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد?[آل عمران:30].

?واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولو الأيدي والأبصار. إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار?[ص:45-46].

?فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جائتهم ذكراهم?[محمد:18].

ويدعو الإنسان الى التفكّر في كل ما خلقه من كائنات حية

?وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون. ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل بك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون?[النحل:68-69].

ويدعوه الى التفكر بالعقاب الذي قد ينزل به فجأة

?قل أرأيتكم أن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين?[الأنعام:40].

?قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به أنظر كيف نصرّف الآيات ثم هم يصدفون?[الأنعام:46].

?قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتةً أو جهرةً هل يهلك إلا القوم الظالمون?[الأنعام:47].

?قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً ماذا يستعجل منه المجرمون?[يونس:50].

?أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذّكّرون?[التوبة:126].

?ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدىً ورحمة لعلهم يتذكرون?[القصص:43].

?ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدّكر?[القمر:51].

?ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذّكرون?[الأعراف:130].

.. ويدعوه الى التفكر في القرآن

?أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً?[النساء:82].

?أفلم يدّبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آبائهم الأولين?[المؤمنون:68].

?كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب?[ص:29].

?فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون?[الدخان:58].

?كلا إنه تذكرة. فمن شاء ذكره?[المدثر:54-55].

?وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً فصرّفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراً?[طه:113].

والرسل دعوا قومهم الذين لا يفقهون الى التفكر

?قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يتوي الأعمى والبصر أفلا تتفكرون?[الأنعام:50].

?وحاجه قومه قال أتحاجّونّي في الله وقد هداني ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئاً وسع ربي كل شيءٍ علماً أفلا تذكرون?[الأنعام:80].

والله يدعو الناس الى مقاومة تأثير الشيطان

?وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم. إن الذين اتقوا إذا مسهم من طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون. وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون?[الأعراف:200-202].

..ويشجع من أرسل اليهم القرآن على التفكر بعمق

?إذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري. إذهبا إلى فرعون إنه طغى. فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى?[طه:42-44].

..ويدعو الناس الى التفكر في الموت والأحلام

?الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منانها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون?[الزمر:42].

خلاصة

إن هذا الكتاب "دعوة الى التفكر" فالحقيقة يمكن أن تقال للإنسان بطرق عديدة ويمكن إظهارها باستخدام تفاصيل، وجزئيات الأدلة وبكل الوسائل. ولكن إذا لم يتفكر الانسان بنفسه بالحقيقة بكل صدق وإخلاص متوخياً الفهم، فكل هذه الجهود غير مجدية. لهذا السبب عندما بلّغ رسل الله رسالاتهم الى الناس، أخبروهم الحقيقة بوضوح ثم دعوهم الى التفكر فيها.

والانسان الذي يتفكر يحيط بأسرار الخلق وبحقيقة هذه الحياة الدنيا وبوجود الجنة والنار وببواطن الأمور، ويحصل على فهم أعمق لأهمية كونه انساناً مرضياً عند الله، فيعيش الدين كما يجب ويتعرف الى صفات الله في كل ما يراه. ثم يبدأ بالتفكير بالطريقة التي تطالب بها اغلبية الناس ولكن كما يأمر الله سبحانه وتعالى. ونتيجة لذلك فإنه يستمتع بالجمال أكثر بكثير مما يستمتع به غيره ولا تسبب له المخاوف التي لا أساس لها أو الأطماع الدنيوية الكرب.


وصلى الله على محمد وآل محمد .
Lahmayd boumahdi
Lahmayd boumahdi
أعروسي(ة) مسيطر(ة)
أعروسي(ة) مسيطر(ة)

عدد المساهمات : 779
العمر : 35
الموقع : مراكش
العمل/المهنة : طالب باحث

http://www.laaroussine.forumr.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى