"قبيلة العروسيين" ضمن المنظومة القبيلية بالصحراء

بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم وآل بيته الطاهرين وصحبه الأكرمين
... يرتفع نسبهم إلى الولي الصالح الشيخ سيدي أحمد العروسي، دفين واد الساقية الحمراء،وهو ولي صالح إشتهر بانقطاعه للعبادة،وقد ظهرت على يده كرامات كثيرة...
... ومن سلوكهم أتخذ الناس أعظم دليل على ذلك الشرف، إذ يمتازون بالكرم ولين العريكة لمن لم يمس من كرامتهم، وإذا اًثيروا فهم الأشداء الشجعان والفرسان المغاوير والأبطال الذين لاتلين شوكتهم،فالأخبار المتواترة عنهم أن الرجل العروسي إذا توفر على سلاح وذخيرة لايأبه بكثرة منازليه،فواحد منهم يحمي ذماره مهما بلغت كثرة المعتدين عليه...
... لم يسجل عليهم تسلُط أحد،كما لم يُسجل عليهم الخضوع لأحد مهما بلغت شوكته...
... فلقد حافظو على شرفهم وأستقلالهم عن مجموعات القبائل المحيطة بهم إلا في حدود التعاون والتنسيق...
... والعروسي بطبعه متكتم ومنزوٍ على نفسه،لكنه طيب النفس إذا خولط...
... إن نسبة شرف العروسيين عليها شواهد كثيرة، ففيهم شجاعة عليْ،وكرم جدهم عليه الصلاة والسلام،وحلمه وصفحه،ويعمهم حب الجهاد والشجاعة،إذ فيهم من يكبح جماح جيش بأكمله،فقد تعددت الحكايات التي يروي أصحابها أن فرداُ من العروسيين أغار عليه جيش فأنتزع منه ماله وصده عن بيته أو حيه ، فهذه الشيمة لايخلو أي فرع من فروع العروسيين من أحد أبطالهم سبق أن حققها، وكل واحد منهم عصامي،لايعتمد إلا على نفسه...
... ورغم بسالة مقاتليهم لم تتحدث روايات تاريخ المنطقة أن بادروا أحداُ بالعداء،ولاأعتدى عليهم أحداُ إلا أنتصروا عليه،وطبيعة العروسي الإنزواء على نفسه والظهور بمظهر أبهة تكفل له الإحترام،لكنها تقلل من إمكانية الإنفتاح عليه بسرعة ، غير أنه إذا خولطَ إكتشفت دماثة أخلاق ولين عريكة وميل إلى الصحبة،مع حفظ العهد وصدق المحبة،مما يكفل للعروسي إستمرار العلاقة الحسنة مع جميع من خالطه...
مقتطف من كتاب * قبائل الصحراء المغربية * *
- أصولها
- جهادها
- ثقافتها
الصفحة 126-127-128-129-130
المطبعة الملكية - الرباط 1419 هجرية 1998 ميلادية
لصاحبه الدكتور: حمداتي أشبيهنا ماءالعينين
بتصرف
وهذه أختكم الوفية إلى الأبد
للافاطمة اكماش
تحيكم