قصيدة "إليك أرى ليل القطيعة لا يطفى " من نظم الشيخ سيدي احمد العروسي

إليك أرى ليل القطيعة لا يطفى
ونار اشتياقي من ضلوعي لا تطفى

وقلبي لا ينفك بالحب والينا
ودمعي لا يرقى وطرفي لا يغفى

إلى الله أشكو ما ألقى من الأسى
عسى مسهجتي بما تكابده تشفى

وفي شادب أن رمت منه تعطفا
عدا معرضا عني ولم يثني لي عطفي

وإن رام قتلي بالهوى مستعمدا
فلا تطلبوا ثارا ولا تقصد واحتفا

فما أنا في العشاق أول هالك
وأول حب للأحبة قد وغى

فياليت شعري هل مدى البحر ينقص
وهل يا ترى خير فالنراق شريرفى

وأجني جني وصل برغم عواذلي
وأقطف زهر القرب بعد النوى قطفا

وأسحب أنبال العثار بطيبه
وفي روضة الهادي منع لي طرفا

وأنشده يا سيد الربو أني
أتيت حماك اليوم ملتمسا عطفا

ولما لا وأنت الفاتح الخاتم الذي
يجاهد أرج من عنابي أن أشفى

فأنت حبيب الله صفوة خلقه
وأكرم مولى قد عنى للورى كهفا

وأنت الذي أثنى عليه إلا هنا
فالله ما أعلى علاك وما أوفى

وأنت الذي جاء الكتاب بفضله
وقد أعجزت أياتك الحصر والوصفا

وأنت الذي أسرى لخالقه ولم
يدع دون مساره حجابا ولا سقفا

وأنت الذي حزت كل فضيلة
وفي الحشر إن تمضي لك الكورى الاصفى

وأنت الذي اذهبت كل ضلالة
وأيقضت من نوم الجهالة من أغفا

مقامك محمود وأنت معظم
وحظك مرفوع ووفضلك لا يخفى

بعثت غياثا للأنام ورحمة
فمثلك لا يلقى أمام ولا خلفا

تبارك من أعطاك حسنا متمما
وعظم منك الخلق يا خير من وفى

أيا أكرم العبد العروبي واقف
ببابك يرج الفضل يا خير قد بقى

وكن شافعي يا أكرم الخلق إنني
لجأت بأوزاري إلى ضلك الأضفى

ومالي سون منحي إليك وسيلة
عساك به فضلا تقربني زلفى

وصلى عليك الله ما لاح بارق
بأوفق وما أٍخى رواق الدجى سجفا