في كون الانسان بين بهيمة و الملك

النسان لما ركب تركيبا بين بهيمة وملك فشبه للبهايم بما فيه من الشهوات البدنية من الماكل والمشرب والمنكح وشبه للملك بما فيه من القوي الروحانية من الحكمة و العدالة و الجود صار واسطة بين جوهرين رفيع و وضيع ولهذا قال تعالي (وهديناه النجدين) فالنجدان من وجه العقل و الهوي من وجه الاخرة و الدنيا من وجه الايمان و الكفر و من وجه الهدي و الضلالة و من وجه موالاة الله عز وجل و موالاة الشيطان المذكورتان في قول الله عز وجل(الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الي النور و الذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الي الظلمات)و من وجه النور و الظلمة المذكورتان في هذه الاية اي الفضيلة والنقيصة و من وجه الحياة و الموت المذكورتان في قوله تعالي(او من كان ميتا فاحييناه) فمن وفقه الله تعالي عز وجل للهدي و اعطاه قوة ليبلغ المدي فراعي نفسه و زكاها فقد افلح و من حرمه التوفيق فاهمل نفسه و دساها فقد خاب و خسر كما قال الله سبحانه و تعالي(قد افلح من زكيها و قد خاب من دساها).

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

اخوك
كامل الكروشاوي العروس الحسيني

شكرا لك اخي سيد كامل الكروشاوي العروس الحسيني علي مرورك الكريم.