شيوخ ولي الله الشيخ "سيدي أحمد العروسي"

انتقل سيدي أحمد العروسي من تونس الخضارء مسقط رأسه إلى بلاد المغرب الاوسط ثم المغرب الأقصى وذالك لسببين أولهما أن تونس كانت تتعرض للغزو المسيحي في هذه الفترة، وثانيهما رغبته في البحث عن شيوخ التصوف، ليستقر في بداية الأمر بمدينة "مليانة" ليدرس علوم الباطن لدى الشيخ الشيخ سيدي أحمد بن يوسف الملياني ثم أنتقل الى "مكناسة الزيتون"، على اعتبار أنها من أهم مدن العلم بالمغرب، فكانت له مطارحات ومكاشفات مع "عبد الرحمان المجذوب"، إلا أنه فضل الانتقال صوب مراكش التي تعد من أهم مدن المغرب في تلك الفترة (فترة حكم السعديين بالقرن 10هـ/16م). حيث درس في مدارس سوس وقد تميز بذكاء عال وأصبح عالما كبيرا ومحطأ لنظر طلبة العلم. ومن أهم الشيوخ الذين أخذ عنهم سيدي أحمد العروسي.

الشيخ "سيدي أحمد بن يوسف الملياني" الذي يعتبر أشهر متصوف في عصره وتبرز أهميته من خلال مذابيحه السبعة وعلى رأسهم "سيدي أحمد العروسي" الذي ظل مع شيخه الملياني بضع سنين أخذ منه أثناءها الطريقة الراشدية التي أبدعها "سيدي أحمد بن يوسف الملياني". وبما أن الملياني من أصحاب "أحمد زروق البرنسي" وهذا الأخير شاذلي السند فمن تحصيل الحاصل أن يكون الملياني ومذابيحه زروقي السند شاذلين راشدبي الطريقة . وما يدعم أن يكون "سيدي أحمد العروسي" من تلامذة الملياني كون هذا الأخير قد عاصر الدولة السعدية، بل أنه يعد من مشاهير الأولياء والصلحاء في ذلك الوقت، إلى جانب "عبد الرحمن بن عابد الصنهاجي" المعروف بـ"المجذوب" الذي توفي 976هـ ، والذي يقال أنه كان صاحبا لـ"سيدي أحمد العروسي" ، لينتقل بعد ذلك للأخذ على يد "سيدي رحال الكوش" ، المعروف بـ"البودالي"، وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللأخير جزولي الطريقة الأمر الذي جعل الشيخ "سيدي أحمد العروسي" يأخذها عنه. وهكذا، وبجمعه لكل هذه الطرق والاسانيد، فقد أصبح الشيخ "سيدي أحمد العروسي" من أنصار الإبداع والانفتاح في تاريخ الفكر الصوفي، الأمر الذي جعل السلطة الحاكمة آنذاك تتخوف منه وتحاول تقليص شهرته أو الحد منها، وهذا ما سنسعرضه للانتقال إلى الساقية الحمراء.



- محمد الغربي، الساقية الحمراء ووادي الذهبن الجزء الأول، ص 127.
- نور الدين بلحداد، مساهمة قبيلة العروسين في الجهاد ضد الغزو الأجنبي، ص 99.
- إدريس القوري، الولي الصالح سيدي احمد العروسي في آثار الدارسين ص 65.
- أبو العباس أحمد الناصري، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الاقصى، الجزء 4، دار الكتاب ، الدارالبيضاء، 1997، ص 88.

السلام عليكم
العضو الذهبي وابن العم
هذه معلومات قيمة لطالما بحثت عنها ، فشكرا لك

شكرا على هذه المشاركة القيمة مازلنا ننتظر منكم المزيد من المفيد والخـــــــــــــــــــــتام ســــــــــــــــــــلام