سيدي محمد ولد هيدالة بريء "براءة الذئب من دم يوسف"

عندما أحالت النيابة المتهمين في قضية المخدرات أو فضيحة نواذيبو إلى قاضي التحقيق بمحكمة نواذيبو مرفقة الملف بمحاضر الشرطة، لفت القضية ضبابية شديدة أصبحت معها معرفة التفاصيل مطلبا شعبيا، ولأن ملفي محاكمة الإسلاميين وإعلان برنامج حكومة الزين ولد زيدان لم يؤثرا على مدى اهتمام الشارع الموريتاني بمعرفة ما يدور خلف كواليس التحقيق، فإن صحيفة "الحرية" كما عودت قراءها الكرام غاصت في أعماق مجريات الأحداث لتكشف حقائق كانت غائبة أو مغيبة عن الرأي العام فحصلت على معلومات موثقة بالمستندات تنشرها لأول مرة في سياق هذا الملف.

لماذا سيدي محمد ولد هيداله؟
عندما هبطت طائرة المخدرات في مطار نواذيبوا وعجزت أجهزة الأمن عن إلقاء القبض على من وصفتهم بعناصر المافيا الذين كانوا على متنها ولاذ بالفرار "أعوانهم" الذين كانوا في انتظارهم خارج المطار فاجأتنا أجهزة الأمن بتصنيف سيدي محمد ولد هيداله على أنه المتهم الرئيسي في هذه الجريمة الدولية دون أن تقدم للرأي العام دليلا ولا حتى قرينة تثبت ضلوعه في ما بات يعرف بفضيحة المخدرات، حتى أصبح مسار التحقيق مثار سخرية لدى المهتمين الذين طالبوا بالإجابة عن السؤال المطروح "لماذا ولد هيداله ؟" الأمر الذي حدا برئاسة الجمهورية إلى التدخل بشكل مباشر وتشكيل لجنة للتفتيش يقودها المفوض دداهي ولد عبد الله وعضوية يحي ولد الكبد.
الحرية شكلت هي الأخرى فريق تحقيق أوكلت إليه مهمة البحث والتحري لكشف الحقيقة وإثبات التهمة أو نفيها عن المتهم الرئيسي نظرا لإلحاح القراء الكرام على البت في الأمر بشكل واضح وصريح.
البحث والتحري قادانا إلى تحديد مصادر أموال سيدي محمد ولد هيداله والحصول على نسخة من محضراستجواب الشرطة للمواطنين الفرنسيين فيفيون جون بيير المولود بتاريخ 20 / 04 / 1956 بمدينة باريس و وباجس إيدي المولود بتاريخ 22 / 08 / 1973 باريس اللذين تم تصويرهما على أنهما همزة الوصل بين سيدي محمد والمافيا الأم.
وبما أن توجيه هذا الشكل من التهم الخطيرة والتي تشوه السمعة وتمس الشرف ينبغي أن يتم على الأسس والمعايير المحددة قانونا والتي تعتمد في الأساس على القرائن الأدلة التي من ضمنها العثور على بقايا مخدرات أو معلومات من شهود متهمين كانوا أو عيان أو أموال مجهولة المصدر بحوزة المتهم أو في مقار تواجده وهو الأمر الذي تجاهلته أجهزة الأمن المكلفة بالتحقيق في هذه القضية، حيث أن الوقائع والمستندات تنفي التهمة قانونا عن الشاب سيدي محمد ولد هيداله وذلك بناء على المعلومات التالية:
عندما اقتحمت الشرطة منزل سيدي محمد ولد هيداله لم تجد بداخله أو حتى بجواره أي مادة تتعلق بالمخدرات أو تمت إليها بصلة من بعيد أو قريب وعندما تم العثور على سيارته خارج مدينة نواذيبو كانت هي الأخرى خالية من أي قرينة أو دليل يثبت أي علاقة له بالملف المذكور، الشيء الوحيد الذي تم العثور عليه –حسب الشرطة- هو مبلغ مالي يقدر ب 19 مليون و 800 ألف أوقية تعود ملكيتها لسيدي محمد ولد هيداله، وهو مبلغ يبرر حيازته له كونه مقاولا يتعامل مع شركات دولية ذات صيت حيث أنه يمتلك مؤسسة للصيد SMH PECHE مرخصة من وزير الصيد تحت الرقم 287 / 02 بتاريخ 11 مايو 2002 وقد حصلت على أربع تراخيص للصيد في الأعماق موقعة من الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد ولد الطائع كما أنه يتعامل في مجال المقاولات مع مؤسسات عدة نذكر منها:
Kwogeng-training جنوب إفريقية يصدر لها السمك
GBC ALI MANTOS برازيلية يصدر لها الأرز من باكستان والقمح من إيطاليا
PEPSCO BRAZIL برازيلية يصدر لها 150 إلى 180 حاوية من السمك كل ثلاثة أشهر
راداتيف برادا فلسطينية يصدر لها سمك السردين
SEDEVA MINE مغربية يصدر لها السمك لتصنيع سمك السردين المعلب
وشخص هذا حجم تعاملاته لا يستغرب حيازته لمبلغ تافه ك 20 مليون أوقية، لهذه الأسباب ولكون المتهمين الفرنسيين ففيون جون بييير وباجس إيدي نفيا نفيا مطلقا أثناء التحقيق معهما أي علاقة تربط سيدي محمد ولد هيداله بملف المخدرات فإن مجرد توجيه التهمة له يصبح أمرا لا يعتمد على أي أساس قانوني ولا حتى منطقي.

وأخيرا
نعود لنطرح نفس التساؤل: لماذا الإصرار على تصنيف سيدي محمد ولد هيداله على أنه المتهم الرئيسي رغم نفي الأدلة للتهمة الموجهة له –على الأقل- إن لم تكن تبرئ ساحته؟
وهل للأمر علاقة بتصفية حسابات بين الأغلبية الرئاسية والمعارضة خصوصا أنه تم اعتقال اشبيه ولد الشيخ ماء العينين في نفس القضية ليتم إطلاق سراحه لاحقا ورفعت صور الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيداله مقلوبة من طرف عناصر الشرطة للتشهير به والزج بصورته – على الأقل – في قضية المخدرات؟
أم أن التحقيق موجه من جهات مجهولة حماية لشخصيات مهمة جدا VIP يمنع مجرد الاقتراب منها؟
حياد لجنة التفتيش وسيرها على جادة الصواب هو الأمر الوحيد الذي سيمكننا من الإجابة على هذه التساؤلات المشروعة.

مقتطفات من التحقيق
التحقيق تم عن طريق المفوض وداد ولد لبشير مفوض الشرطة القضائية مفوض الجديدة1 بمعاونة من هنون ولد سيدي المين ومحمد ولد سيدي ولد ديدي و محمد المصطفى ولد حفظ وعبد الله ولد أحمدو و أحمد ولد خالد و با ولد محمد لعبيد وباركله ولد الداه بتاريخ: 11/05/2007 تحت الرقم 058/07

فيفيون جون بيير
أنا معروف من طرف السلطات السنغالية فأنا أعمل ملاحا مع رابطة طبية سنغالية منذ ثلاث سنوات
عندما غادرت من دكار إلى نواكشوط بعثت إلى برج المراقبة خط سيري 30 دقيقة قبل الإقلاع
عندما غادرت من نواكشوط إلى نواذيبو بعثت إلى برج المراقبة خط سيري
تعرفت على سيدي محمد ولد هيداله منذ فترة وكان ذلك أثناء توقفي لثلاثة أيام في نواذيبو وهو شاب طيب
لم ألاحظ على سيدي محمد ولد هيداله أي تصرف غير طبيعي
سيدي محمد ولد هيداله كان مهووسا بتعلم الطيران
سيدي محمد ولد هيداله طلب مني تعليمه ملاحة الطائرة فرفضت بسبب إعاقته
سيدي محمد ولد هيداله حدثني عن نيته إنشاء مؤسسة لتعليم الملاحة الجوية في نواذيبو و طلب مني دراسة المشروع والمشاركة فيه.
سيدي محمد ولد هيداله كان يتردد على المطار للسؤال عن موعد قدومي لأنني لم أحدده له، فقط أكدت له أنه خلال يومين أو ثلاثة
يحتمل أن يكون سيدي محمد ولد هيداله علم بقدومي عن طريق ملاح آخر كان داخل برج المراقبة أو أنه سمع صوت الطائرة لقرب سكنه من المطار أو لأنه كان دائم التردد على المطار لكونه يصدر السمك إلى الخارج كما أنه مهووس بالطيران.
باجس ايدي
لم نقابل أي شخص في مطار نواكشوط غير الشرطة والإطفاء وعمال asecna
أعرف سيدي محمد ولد هيداله عن طريق زميلي فيفيون جون بيير
سيدي محمد ولد هيداله لم يتحدث أبدا عن طائرة ستأتي لحسابه
لم ألاحظ أي طائرة تحوم فوق مدينة نواذيبو ولا فوق الفندق
بادو ولد محمد فال



صحيفة الحرية