قال الفروزدق في حق الإمام "زين العابدين"
+5
bahia brahim
babit abdou
haidala souadou
أحمد سالم داهي
للافاطمة اكماش ( دادا )
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قال الفروزدق في حق الإمام "زين العابدين"
هــذا الــذي تـعـرف الـبـطحاء وطـأته = والــبـيـت يـعـرِفُـه والــحـلُ والــحـرمُ
هـــذا ابـــن خــيـر عِــبـاد الله كـلـهـم = هــذا الـتـقي الـنـقي الـطـاهر الـعلمُ
هــذا ابــن فـاطـمةٌ إن كـنـت جـاهله = بـــجــدّه أنــبــيـاء الله قـــــد خــتــمـوا
ولــيـس قـولـك مــن هــذا بـضـائره = الـعُـرب تـعـرف مــن أنـكرت والـعجم
كــلـتـا يــديـه غــيـاث عـــم نـفـعـهما = يـسـتـوكـفـان ولا يــعـروهـمـا عــــدم
ســهـل الـخـليقةِ لا تـخـشى بــوادره = يـزيـنه إثـنان : حسن الـخلق والـشيم
حــمّـال أثــقـال أقـــوام إذا افـتـدحـوا = حــلـو الـشـمـائل تـحـلو عـنـده نـعـم
مــا قــال : لا قــطٌ إلا فـــــي تــشــهـدهُ = لــــولا الـتـشـهـد كــانــت لاؤه نــعــم
عــمّ الـبـرية بـالإحـسان فـانـقشعت = عـنـهـا الـغـيـاهب والإمــلاق والـعـدم
إذا رأتـــــه قـــريــش قــــال قـائـلـهـا = إلـــى مــكـارم هـــذا يـنـتهي الـكـرم
يـغـضي حـيـاءً ويـغضى مـن مـهابتهِ = فـــــلا يُــكّــلَـمُ الإ حـــيــن يــبـتـسـم
بــكــفّـه خـــيــزران ريــحـهـا عــبــق = مــن كــف أرع فــي عـرنيـنه شـمـم
يــكــاد يـمـسِـكـه عــرفــان راحــتــهِ = ركـــن الـحـطـيم إذا مــا جـاء يـسـتلمُ
الله شــــرفـــه قِـــدمـــاً وعــظــمــهُ = جــرى بــذَاكَ لــه فــي لـوحـة الـقلم
أي الـخـلائـق لـيـست فــي رقـابِـهُم = لأوّلــــيّـــة هـــــــذا أولــــــه نـــعـــم
مــــن يـشـكـر الله يـشـكـر أوّلــيّـة ذا = فـالـدين مــن بـيـت هــذا نـالهُ الأُمـم
يـنمي إلـى ذروة الـدين التي قصُرت = عـنـها الأكــفّ وعــن إدراكـهـا الـقـدم
مـــن جـــدّه دان فــضـل الأنـبـيـاء لــه = وفــضــل أمــتـهِ دانـــت لـــهُ الأمـــم
مـشـتـقّةٌ مـــن رســـول الله نـبـعـته = طــابـت مـغـارِسه والـخـيم والـشـيَمُ
يـنشق ثـوب الـدجى عـن نـور غـرّته = كالشمس تنجاب عن إشراقها الظُلم
مــن مـعـشرٍ حـبـهم ديــن ٌوبـغضهم = كــفــر وقـربـهـم مـنـجـى ومـعـتـصمُ
مـــقــدمٌ بــعــد ذكــــر الله ذكــرهــم = فــي كــل بــدء ومـخـتوم بــه الـكـلمُ
إن عــد أهــل الـتـقى كـانـوا أئـمـتهم = أو قـيل مـن خير أهل الأرض قيل همُ
لا يـسـتـطيع جـــوادٌ بــعـد جــودهـم = ولا يــدانــيـهـم قـــــومٌ وان كـــرمــوا
هـــم الـغـيـوث إذا مــا أزمــةٌ أزمــت = والُسد أُسد الشرى ، والبأس محتدمُ
لا يـنـقص الـعسر بـسطاً مـن أكـفهم = سـيّـان ذلــك : إن أثــروا وإن عـدمـوا
يُـسـتـدفعُ الــشـر والـبـلـوى بـحـبهم = ويـسـتـربُّ بـــه الأحــسـان والـنـعـم
هـــذا ابـــن خــيـر عِــبـاد الله كـلـهـم = هــذا الـتـقي الـنـقي الـطـاهر الـعلمُ
هــذا ابــن فـاطـمةٌ إن كـنـت جـاهله = بـــجــدّه أنــبــيـاء الله قـــــد خــتــمـوا
ولــيـس قـولـك مــن هــذا بـضـائره = الـعُـرب تـعـرف مــن أنـكرت والـعجم
كــلـتـا يــديـه غــيـاث عـــم نـفـعـهما = يـسـتـوكـفـان ولا يــعـروهـمـا عــــدم
ســهـل الـخـليقةِ لا تـخـشى بــوادره = يـزيـنه إثـنان : حسن الـخلق والـشيم
حــمّـال أثــقـال أقـــوام إذا افـتـدحـوا = حــلـو الـشـمـائل تـحـلو عـنـده نـعـم
مــا قــال : لا قــطٌ إلا فـــــي تــشــهـدهُ = لــــولا الـتـشـهـد كــانــت لاؤه نــعــم
عــمّ الـبـرية بـالإحـسان فـانـقشعت = عـنـهـا الـغـيـاهب والإمــلاق والـعـدم
إذا رأتـــــه قـــريــش قــــال قـائـلـهـا = إلـــى مــكـارم هـــذا يـنـتهي الـكـرم
يـغـضي حـيـاءً ويـغضى مـن مـهابتهِ = فـــــلا يُــكّــلَـمُ الإ حـــيــن يــبـتـسـم
بــكــفّـه خـــيــزران ريــحـهـا عــبــق = مــن كــف أرع فــي عـرنيـنه شـمـم
يــكــاد يـمـسِـكـه عــرفــان راحــتــهِ = ركـــن الـحـطـيم إذا مــا جـاء يـسـتلمُ
الله شــــرفـــه قِـــدمـــاً وعــظــمــهُ = جــرى بــذَاكَ لــه فــي لـوحـة الـقلم
أي الـخـلائـق لـيـست فــي رقـابِـهُم = لأوّلــــيّـــة هـــــــذا أولــــــه نـــعـــم
مــــن يـشـكـر الله يـشـكـر أوّلــيّـة ذا = فـالـدين مــن بـيـت هــذا نـالهُ الأُمـم
يـنمي إلـى ذروة الـدين التي قصُرت = عـنـها الأكــفّ وعــن إدراكـهـا الـقـدم
مـــن جـــدّه دان فــضـل الأنـبـيـاء لــه = وفــضــل أمــتـهِ دانـــت لـــهُ الأمـــم
مـشـتـقّةٌ مـــن رســـول الله نـبـعـته = طــابـت مـغـارِسه والـخـيم والـشـيَمُ
يـنشق ثـوب الـدجى عـن نـور غـرّته = كالشمس تنجاب عن إشراقها الظُلم
مــن مـعـشرٍ حـبـهم ديــن ٌوبـغضهم = كــفــر وقـربـهـم مـنـجـى ومـعـتـصمُ
مـــقــدمٌ بــعــد ذكــــر الله ذكــرهــم = فــي كــل بــدء ومـخـتوم بــه الـكـلمُ
إن عــد أهــل الـتـقى كـانـوا أئـمـتهم = أو قـيل مـن خير أهل الأرض قيل همُ
لا يـسـتـطيع جـــوادٌ بــعـد جــودهـم = ولا يــدانــيـهـم قـــــومٌ وان كـــرمــوا
هـــم الـغـيـوث إذا مــا أزمــةٌ أزمــت = والُسد أُسد الشرى ، والبأس محتدمُ
لا يـنـقص الـعسر بـسطاً مـن أكـفهم = سـيّـان ذلــك : إن أثــروا وإن عـدمـوا
يُـسـتـدفعُ الــشـر والـبـلـوى بـحـبهم = ويـسـتـربُّ بـــه الأحــسـان والـنـعـم
للافاطمة اكماش ( دادا )- أعروسي(ة) مميز(ة)
-
عدد المساهمات : 359
رد: قال الفروزدق في حق الإمام "زين العابدين"
صلى الله على محمد و على ال محمد وصحبه
وشكرا.
وشكرا.
haidala souadou- أعروسي(ة) مبدع(ة)
- عدد المساهمات : 154
العمر : 38
العمل/المهنة : طالبة جامعية
رد: قال الفروزدق في حق الإمام "زين العابدين"
جزاك الله خيرا ياخت دادا
babit abdou- أعروسي(ة) مهتم(ة)
- عدد المساهمات : 94
العمر : 49
رد: قال الفروزدق في حق الإمام "زين العابدين"
اسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكي الله الف خير
جزاكي الله الف خير
bahia brahim- أعروسي(ة) مميز(ة)
-
عدد المساهمات : 349
العمر : 46
الموقع : bahia_brahim@hotmail.com
رد: قال الفروزدق في حق الإمام "زين العابدين"
زين والله
يا الاستاذة "دادا "
مشكورة حتى
هذا شعر جزل فصيح رجيح فسيح
والسلام
لحميد بومهدي
يا الاستاذة "دادا "
مشكورة حتى
هذا شعر جزل فصيح رجيح فسيح
والسلام
لحميد بومهدي
رد: قال الفروزدق في حق الإمام "زين العابدين"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر موصول للأستادة للا فاطمة أكماش قصيدة رائعة جدا.
شكر موصول للأستادة للا فاطمة أكماش قصيدة رائعة جدا.
محمد علي- أعروسي(ة) مبدع(ة)
- عدد المساهمات : 168
رد: قال الفروزدق في حق الإمام "زين العابدين"
نعزيكم باستشهاد الامام الحسين عليه السلام يابني العروس وسلامنا لكل بني العروس
ابن العروس- أعروسي(ة) مهتم(ة)
-
عدد المساهمات : 113
رد: قال الفروزدق في حق الإمام "زين العابدين"
بسم الله الرحمن الرحيم
وافضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطاهرين
الى جناب الاخت المحترمه فاطمه ال كماش العروسي اختي العزيزه جزاك الله خير الجزاء على ماتقومين به من نشر اخبار ال محمد عليهم وعلى جدهم افضل الصلاة والسلام
واني اغتنم هذه الفرصه واسال عن احوالكم واحوال ابناء العمومه في المغرب العربي في الصحراء وبالذات عن الاخ محمد بن البشير وعن جميع الاخوه حفظهم الله من كل مكروه وانا اعتذر لعدم تواصلي معكم في هذه الفتره لكوني انا الان في العراق ومشاغلي كثيره واخر قولي سلامنا للجميع
خادمكم ابن العروس
ابو اكرم
وافضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطاهرين
الى جناب الاخت المحترمه فاطمه ال كماش العروسي اختي العزيزه جزاك الله خير الجزاء على ماتقومين به من نشر اخبار ال محمد عليهم وعلى جدهم افضل الصلاة والسلام
واني اغتنم هذه الفرصه واسال عن احوالكم واحوال ابناء العمومه في المغرب العربي في الصحراء وبالذات عن الاخ محمد بن البشير وعن جميع الاخوه حفظهم الله من كل مكروه وانا اعتذر لعدم تواصلي معكم في هذه الفتره لكوني انا الان في العراق ومشاغلي كثيره واخر قولي سلامنا للجميع
خادمكم ابن العروس
ابو اكرم
ابن العروس- أعروسي(ة) مهتم(ة)
-
عدد المساهمات : 113
رد: قال الفروزدق في حق الإمام "زين العابدين"
شکرالک اختنا الکریمه دادا والله مشتاقین الک و لمشارکاتک القیمه انشاءالله این ما تکونی ، تکونی بصحه و عافیه
ابراهیم ابن العروس- أعروسي(ة) مسيطر(ة)
- عدد المساهمات : 755
العمر : 57
الموقع : الاهواز
العمل/المهنة : مدرس تاریخ وجغرافیا
رد: قال الفروزدق في حق الإمام "زين العابدين"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما سار الإمام الحسين حتى انتهى إلى الصفاح بين حنين وانصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكة لقيه الفرزدق بن غالب الشاعر فقال للإمام : بأبي وأمي يا ابن رسول الله ما أعجلك عن الحج فقال : لو لم أعجل لأخذت .
ثم سأل الفرزدق عن نبأ الناس خلفه فقال له الفرزدق : قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء . فقال له الحسين : صدقت لله الأمر ، والله يفعل ما يشاء ، وكل يوم ربنا في شأن ان نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه ، وهو المستعان على أداء الشكر وان حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته ، والتقوى سريرته ، ثم حرك الحسين راحلته فقال : السلام عليك
لما سار الإمام الحسين حتى انتهى إلى الصفاح بين حنين وانصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكة لقيه الفرزدق بن غالب الشاعر فقال للإمام : بأبي وأمي يا ابن رسول الله ما أعجلك عن الحج فقال : لو لم أعجل لأخذت .
ثم سأل الفرزدق عن نبأ الناس خلفه فقال له الفرزدق : قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء . فقال له الحسين : صدقت لله الأمر ، والله يفعل ما يشاء ، وكل يوم ربنا في شأن ان نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه ، وهو المستعان على أداء الشكر وان حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته ، والتقوى سريرته ، ثم حرك الحسين راحلته فقال : السلام عليك
محمد علي- أعروسي(ة) مبدع(ة)
- عدد المساهمات : 168
رد: قال الفروزدق في حق الإمام "زين العابدين"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) في شعر الفرزدق
الفرزدق ، هو الشاعر المعروف أبو فراس همّام بن غالب ، لقب بالفرزدق لغلاضة وجهه على ما قيل.
ولد سنة : 114هجرية في البصرة ، و نشأ في باديتها ، و نظم الشعر صغيراً
للفرزدق مواقف شجاعة و جريئة لنصرة الحق ، منها:
ما روي أن هشام بن عبد الملك حجَّ في أيام أبيه (أو أخيه كما في رواية أخرى) عبد الملك بن مروان فطاف بالكعبة المشرفة ، فلما أراد أن يستلم الحجر الأسود لم يتمكن بسبب الزحام ، و كان أهل الشام حوله ، و بينما هو كذلك إذ أقبل الامام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السَّلام)، فلما دنا من الحجر ليستلم تنحى عنه الناس إجلالاً له و هيبةً و احتراماً حتى استلم الحجر بسهولة و يسر ، و هشام و أصحابه ينظرون و الغيظ و الحسد قد أخذ منهم مأخذاً عظيماً .
فقال رجل من الشاميين لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟
فقال هشام ـ كذباً ـ : لا أعرفه .
فسمع الفرزدق ذلك ـ و كان حاضراً ـ فاندفع و قال : أنا أعرفه ، ثم أنشد قصيدته الرائعة :
هذَا ابْنُ خَيْرِ عِبادِاللَّهِ كُلِّهِمُ *** هذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطّاهِرُ الْعَلَمُ
هذَا ابْنُ فاطِمَةَ إِنْ كُنْتَ جاهِلَهُ *** بِجَدِّهِ أنْبِياءُاللَّهِ قَدْ خُتِموا
هذَا الَّذي تَعْرِفُ الْبَطْحاءُ وطْأَتَهُ *** و الْبَيْتُ يَعْرِفُهُ و الْحِلُّ و الْحَرَمُ
مَنْ جَدُّهُ دانَ فَضْلُ الْأَنْبِياءِ لَهُ *** و فَضْلُ أُمَّتِهِ دانَتْ لَهُ الْأُمَمُ
وَ لَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هذا بِضائِرِهِ *** ألْعُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ و الْعَجَمُ
أللَّهُ شَرَّفَهُ قِدْماً و فَضَّلَهُ *** جَرى بِذاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ القَلَمُ
مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ *** طابَتْ عَناصِرُهُ و الخِيمُ و الشِّيَمُ
يَنْشَقُّ ثَوْبُ الدُّجى عَنْ نورِ غُرَّتِهِ *** كاَلشَّمْسِ يَنْجابُ عَنْ إِشْراقِهَا الْقَتَمُ
إِذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قالَ قائِلُها *** إِلى مَكارِمِ هذا يَنْتَهي الْكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً و يُغْضى مِنْ مَهابَتِهِ *** فَما يُكَلَّمُ إِلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرفانَ راحَتِهِ *** رُكْنُ الْحَطِيمِ إِذا ما جاءَ يَسْتَلِمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِياثٌ عَمَّ نَفْعُهُما *** يَسْتَوْكِفانِ و لا يَعْروُهُمَا الْعَدَمُ
سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لا تُخْشى بَوادِرُهُ *** يُزِينُهُ إِثْنانِ حُسْنُ الْخُلْقِ و الْكَرَمُ
حَمّالُ أَثْقالِ أَقْوامٍ إِذا فُدِحوا *** حُلْوُ الشَّمائلِ تَحْلوُ عِنْدَهُ نَعَمُ
لا يُخْلِفُ الْوَعْدَ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ *** رَحْبُ الْفِناءِ أَريبٌ حِينَ يَعْتَزِمُ
عَمَّ الْبَرِيَّةَ بِالْإِحْسانِ فَانْقَشَعَتْ *** عَنْهاَ الغَيابَةُ و الْإِمْلاقُ و الْعَدَمُ
يُنْمى إِلى ذُرْوَةِ الْعِزِّ الَّتي قَصُرَتْ *** عَنْ نَّيْلِها عَرَبُ الْإِسْلامِ و الْعَجَمُ
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دينٌ و بُغْضُهُمُ *** كُفْرٌ و قُرْبُهُمُ مَنْجى و مُعْتَصَمُ
إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقى كانوا أَئِمَّتَهُمْ *** أَوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الْأرْضِ قِيلَ هُمُ
لا يَسْتَطِيعُ جَوادٌ بُعْدَ غايَتِهِمْ *** و لايُدانِيِهِمُ قَوْمٌ و إِنْ كَرُموا
هُمُ الْغُيوثُ إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ *** و الْأُسْدُ أُسْدُ الشَّرى و الْبَأْسُ مُحْتَدِمُ
لا يَقْبِضُ الْعُسْرُ بَسْطاً مِنْ أَكُفِّهِمُ *** سِيِّانَ ذلكَ إِنْ أَثْرَوْا و إِنْ عَدِموا
يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ و الْبَلْوى بِحُبِّهِمُ *** و يُسْتَرَبُّ بِهِ الْإِحْسانُ و النِّعَمُ
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَّهِ ذِكْرُهُمُ *** في كُلِّ بَدْءٍ و مَخْتومٍ بِهِ الْكَلِمُ
يَأْبى لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَمُّ ساحَتَهُمْ *** خِيمٌ كرِيمٌ و أَيْدٍ بِالنَّدى هُضُمُ
أَيُّ الْخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقابِهِمُ *** لِأَوَّلِيَّةِ هذا أَوْلَهُ نَعَمُ
مَنْ يَعْرِفِ اللَّهَ يَعْرِفْ أَوَّلِيَّةَ ذا *** فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هذا نالَهُ الْأُمَمُ
ثم قال الفرزدق هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السَّلام ) .
فثار هشام و أمر باعتقال الفرزدق ، فاعتقل و اُودع في سجون عسفان وهو منزل يقع ما بين مكة والمدينة ، و بلغ ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام ) فبعث إليه بإثني عشر ألف درهم ، فردَّها الفرزدق ، و قال : إني لم أقل ما قلت إلا غضباً لله و لرسوله ، و لا آخذ على طاعة الله أجراً ، فأعادها الإمام ( عليه السَّلام ) و أرسل إليه : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما اعطينا ، فقبلها الفرزدق .
وجعل الفرزدق يهجو هشاماً وهو في السجن ، ومما هجاه به :
أيحسبني بينَ المدينةِ والتي *** إليها قلوبُ الناس يَهوي مُنيبها
يُقلِّبُ رأساً لم يكن رأسَ سيدٍ *** وعينٌ له حولاءَ بادٍ عُيوبها
فلما وصل هجاء الفرزدق لهشام ، أمر بإطلاقه ، فأطلق سراحه .
الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) في شعر الفرزدق
الفرزدق ، هو الشاعر المعروف أبو فراس همّام بن غالب ، لقب بالفرزدق لغلاضة وجهه على ما قيل.
ولد سنة : 114هجرية في البصرة ، و نشأ في باديتها ، و نظم الشعر صغيراً
للفرزدق مواقف شجاعة و جريئة لنصرة الحق ، منها:
ما روي أن هشام بن عبد الملك حجَّ في أيام أبيه (أو أخيه كما في رواية أخرى) عبد الملك بن مروان فطاف بالكعبة المشرفة ، فلما أراد أن يستلم الحجر الأسود لم يتمكن بسبب الزحام ، و كان أهل الشام حوله ، و بينما هو كذلك إذ أقبل الامام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السَّلام)، فلما دنا من الحجر ليستلم تنحى عنه الناس إجلالاً له و هيبةً و احتراماً حتى استلم الحجر بسهولة و يسر ، و هشام و أصحابه ينظرون و الغيظ و الحسد قد أخذ منهم مأخذاً عظيماً .
فقال رجل من الشاميين لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟
فقال هشام ـ كذباً ـ : لا أعرفه .
فسمع الفرزدق ذلك ـ و كان حاضراً ـ فاندفع و قال : أنا أعرفه ، ثم أنشد قصيدته الرائعة :
هذَا ابْنُ خَيْرِ عِبادِاللَّهِ كُلِّهِمُ *** هذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطّاهِرُ الْعَلَمُ
هذَا ابْنُ فاطِمَةَ إِنْ كُنْتَ جاهِلَهُ *** بِجَدِّهِ أنْبِياءُاللَّهِ قَدْ خُتِموا
هذَا الَّذي تَعْرِفُ الْبَطْحاءُ وطْأَتَهُ *** و الْبَيْتُ يَعْرِفُهُ و الْحِلُّ و الْحَرَمُ
مَنْ جَدُّهُ دانَ فَضْلُ الْأَنْبِياءِ لَهُ *** و فَضْلُ أُمَّتِهِ دانَتْ لَهُ الْأُمَمُ
وَ لَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هذا بِضائِرِهِ *** ألْعُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ و الْعَجَمُ
أللَّهُ شَرَّفَهُ قِدْماً و فَضَّلَهُ *** جَرى بِذاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ القَلَمُ
مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ *** طابَتْ عَناصِرُهُ و الخِيمُ و الشِّيَمُ
يَنْشَقُّ ثَوْبُ الدُّجى عَنْ نورِ غُرَّتِهِ *** كاَلشَّمْسِ يَنْجابُ عَنْ إِشْراقِهَا الْقَتَمُ
إِذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قالَ قائِلُها *** إِلى مَكارِمِ هذا يَنْتَهي الْكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً و يُغْضى مِنْ مَهابَتِهِ *** فَما يُكَلَّمُ إِلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرفانَ راحَتِهِ *** رُكْنُ الْحَطِيمِ إِذا ما جاءَ يَسْتَلِمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِياثٌ عَمَّ نَفْعُهُما *** يَسْتَوْكِفانِ و لا يَعْروُهُمَا الْعَدَمُ
سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لا تُخْشى بَوادِرُهُ *** يُزِينُهُ إِثْنانِ حُسْنُ الْخُلْقِ و الْكَرَمُ
حَمّالُ أَثْقالِ أَقْوامٍ إِذا فُدِحوا *** حُلْوُ الشَّمائلِ تَحْلوُ عِنْدَهُ نَعَمُ
لا يُخْلِفُ الْوَعْدَ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ *** رَحْبُ الْفِناءِ أَريبٌ حِينَ يَعْتَزِمُ
عَمَّ الْبَرِيَّةَ بِالْإِحْسانِ فَانْقَشَعَتْ *** عَنْهاَ الغَيابَةُ و الْإِمْلاقُ و الْعَدَمُ
يُنْمى إِلى ذُرْوَةِ الْعِزِّ الَّتي قَصُرَتْ *** عَنْ نَّيْلِها عَرَبُ الْإِسْلامِ و الْعَجَمُ
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دينٌ و بُغْضُهُمُ *** كُفْرٌ و قُرْبُهُمُ مَنْجى و مُعْتَصَمُ
إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقى كانوا أَئِمَّتَهُمْ *** أَوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الْأرْضِ قِيلَ هُمُ
لا يَسْتَطِيعُ جَوادٌ بُعْدَ غايَتِهِمْ *** و لايُدانِيِهِمُ قَوْمٌ و إِنْ كَرُموا
هُمُ الْغُيوثُ إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ *** و الْأُسْدُ أُسْدُ الشَّرى و الْبَأْسُ مُحْتَدِمُ
لا يَقْبِضُ الْعُسْرُ بَسْطاً مِنْ أَكُفِّهِمُ *** سِيِّانَ ذلكَ إِنْ أَثْرَوْا و إِنْ عَدِموا
يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ و الْبَلْوى بِحُبِّهِمُ *** و يُسْتَرَبُّ بِهِ الْإِحْسانُ و النِّعَمُ
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَّهِ ذِكْرُهُمُ *** في كُلِّ بَدْءٍ و مَخْتومٍ بِهِ الْكَلِمُ
يَأْبى لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَمُّ ساحَتَهُمْ *** خِيمٌ كرِيمٌ و أَيْدٍ بِالنَّدى هُضُمُ
أَيُّ الْخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقابِهِمُ *** لِأَوَّلِيَّةِ هذا أَوْلَهُ نَعَمُ
مَنْ يَعْرِفِ اللَّهَ يَعْرِفْ أَوَّلِيَّةَ ذا *** فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هذا نالَهُ الْأُمَمُ
ثم قال الفرزدق هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السَّلام ) .
فثار هشام و أمر باعتقال الفرزدق ، فاعتقل و اُودع في سجون عسفان وهو منزل يقع ما بين مكة والمدينة ، و بلغ ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام ) فبعث إليه بإثني عشر ألف درهم ، فردَّها الفرزدق ، و قال : إني لم أقل ما قلت إلا غضباً لله و لرسوله ، و لا آخذ على طاعة الله أجراً ، فأعادها الإمام ( عليه السَّلام ) و أرسل إليه : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما اعطينا ، فقبلها الفرزدق .
وجعل الفرزدق يهجو هشاماً وهو في السجن ، ومما هجاه به :
أيحسبني بينَ المدينةِ والتي *** إليها قلوبُ الناس يَهوي مُنيبها
يُقلِّبُ رأساً لم يكن رأسَ سيدٍ *** وعينٌ له حولاءَ بادٍ عُيوبها
فلما وصل هجاء الفرزدق لهشام ، أمر بإطلاقه ، فأطلق سراحه .
محمد علي- أعروسي(ة) مبدع(ة)
- عدد المساهمات : 168
مواضيع مماثلة
» قصيدة "ليس الغريب" لزين العابدين
» طلعة بعنوان "ياأولاد الناس المعلومين " للشاعر الموريتاني "لاراباس"
» قصيدة "أتعرف أني أحبك" للشاعر العروسي "ماء العينين لكحل"
» قصيدة"لماذا خلق الله يديك" للشاعر "أحمد مطر"
» سيرة حياة "علي زين العابدين" بن "الحسين"
» طلعة بعنوان "ياأولاد الناس المعلومين " للشاعر الموريتاني "لاراباس"
» قصيدة "أتعرف أني أحبك" للشاعر العروسي "ماء العينين لكحل"
» قصيدة"لماذا خلق الله يديك" للشاعر "أحمد مطر"
» سيرة حياة "علي زين العابدين" بن "الحسين"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى